حجم
وأبعاد المشكلة:
مقدمة
وتاريخ:
إن
مسألة الإباحية الخلقية
والدعارة من المخاطر العظيمة على
المجتمعات القديمة والمعاصرة وقد أوردنا
سابقا قول الرسول الله صلى
الله عليه وسلم : (ما تركت بعدي فتنة هي أخطر
على الرجال من
النساء)
لقد ذكرت وزارة العدل
الأمريكية في دراسة لها أن تجارة الدعارة
والإباحية الخلقية تجارة
رائجة جدا يبلغ رأس مالها ثمانية مليار
دولارا ولها أواصر وثيقة
تربطها بالجريمة المنظمة. وإن تجارة
الدعارة هذه تشمل وسائل عديدة كالكتب
والمجلات وأشرطة الفيديو
والقنوات الفضائية الإباحية والإنترنت.
وتفيد الإحصاءات الاستخبارات
الأمريكية (FBI) أن
تجارة الدعارة هي ثالث أكبر مصدر دخل
للجريمة المنظمة
بعد المخدرات والقمار حيث إن بأيديهم 85% من
أرباح المجلات والأفلام
الإباحية .
وهنالك في الوقت الحاضر في
أمريكا وحدها أكثر من 900 دار سينما
متخصصة بالأفلام الإباحية
وأكثر من 15000 مكتبة ومحل فيديو تتاجر بأفلام
ومجلات إباحية.
وهذا العدد يفوق حتى عدد مطاعم ماكدونالد
بنسبة ثلاثة أضعاف . ولقد كانت
أمريكا في الماضي تحارب إلى
درجة كبيرة انتشار الإباحية في مجتمعها
بفرض بعض الأنظمة
والقوانين، ولكن من الملاحظ في هذا العصر
أن المعارضين لانتشار الإباحية
بدءوا يخسرون هذه الحرب حيث
نجحت الاستوديوهات بتخفيف المراقبة على
الأفلام وتغيير مفهوم
الإباحية لدى المقيّمين فأصبحت الأفلام
التي كانت لتندرج تحت بند الأفلام
الإباحية(X) قبل
قرن يعاد تقييمها اليوم وإدراجها تحت بند
(R) الأخف. كما تم إنشاء
فئات أخرى بينية كفئة
(NC-17) للهدف نفسه. ولقد تم
بنجاح مؤخرا في أمريكا قلب
وإلغاء قانون "العفة في
الاتصالات" (Communications Decency Act
of 1996) ليتمكن
الناس من الاستمرار في أعمال
الإباحية دون أي قيود قانونية.
ومن المعلوم أن
أمريكا هي أولى دول العالم
في إنتاج المواد الإباحية. فهي تصدر سنويا
150 مجلة من هذه
النوع أو8000 عددا سنويا . وتجارة تأجير
الأفلام الإباحية قد زادت من 75 مليون
سنة 1985 إلى 665 مليون سنة 1996.
ولقد عرف أهل هذه التجارة في
السابق أن هنالك
فئة من الناس قد تطاوعهم نفوسهم الخوض في
هذه الأمور لولا خوف العار من أن
يراهم الناس وهم يدخلون
أمثال هذه المتاجر أو دور السينما. لذا
أخذوا في تسهيل هذه الأمور
قدر المستطاع كالسماح للناس باقتناء هذه
المواد عن طريق البريد. واستكمالا
لهذه الجهود (وبعد ضغوط من
الحكومة) قاموا بتغليف هذه المواد بورق بني
(plain brown wrapper) يخفي محتوياتها
قبل الإرسال. ومع ذلك أصبح الناس يعرفون
محتويات أمثال هذه الرسائل
فكان ذلك رادعا للبعض ممن لازالت فطرته
سليمة ويخشى العار.
لاحظ تجار
الدعارة هذه العوامل فأصبح من اللازم إيجاد
طرقا لتوصيل هذه المواد إلى منازل
الناس بطريقة مباشرة وخفية.
ومن هذا المنطلق تم الاستفادة من البث
المباشر والهاتف وشبكة
الإنترنت. وقد تمثل شبكة الإنترنت في الوقت
الحاضر اكثر هذه الطرق نجاحا في
هذا الصدد حيث إن صفحات
النسيج العالمي المتعلقة بالدعارة تمثل –
بلا منافس – أشد الصفحات
إقبالا في كل العالم.
|