أثر
الإباحية في انحطاط القيم
وتفشي الإجرام:
ولقد
وجد عالم النفس د/ ادوارد دونرستين من جامعة
وسكونسون بأمريكا
بأن الذين يخوضون في الدعارة والإباحية
غالبا ما يؤثر ذلك في سلوكهم من
زيادة في العنف وعدم
الاكتراث لمصائب الآخرين وتقبل لجرائم
الاغتصاب .
كما وجد
عدد من الباحثين بأن مثل هذه الإباحية تورث
جرائم الاغتصاب، وإرغام الآخرين على
الفاحشة، وهواجس النفس
باغتصاب الآخرين، وعدم المبالاة لجرائم
الاغتصاب وتحقير هذه الجرائم
.
ولقد قام الباحث الكندي جيمز
شِك بدراسة عدد من الرجال الذين
تعرضوا لمصادر مواد إباحية
بعضها مقترنة بالعنف وبعضها لا تختلط بعنف.
وكانت نتيجة هذه
الدراسة أن وجد هذا الباحث أن النتيجة
واحدة في كلتا الحالتين ووجد تأثيرا
ملحوظا في مبادئهم وسلوكهم
وتقبلهم بعد ذلك لاستعمال العنف لإشباع
غرائزهم .
ولقد وجد الباحثان دولف
زيلمان وجينينجز براينت أن من أكثر تداول
هذه المواد
أصبح لا يرى أن الاغتصاب جريمة جنائية كما
لاحظ هذان الباحثان على هؤلاء
المبتلين الإدمان والانحطاط
والتدني والشغف بما هو أشنع وأبشع من ناحية
الإباحية الأخلاقية
كالاغتصاب وتعذيب المُغتَصَبين واللواط
واغتصاب الأطفال وفعل الفاحشة
بالجمادات والحيوانات وفعل
الفاحشة بالمحارم وغير ذلك – نسأل الله
العافية.
ويؤكد هذه الحقيقة بحث أجراه
الباحثون اليزابيث باولوتشي ومارك جينيوس
و كلوديو
فايولاتو في كندا حيث قاموا بدراسة 74 بحثا
مختلفا كلها تدرس تأثير المواد
الإباحية الجنسية على
الجرائم الجنسية بشتى أنواعها. ولقد شملت
هذه الدراسات عددا من
الدول الصناعية مثل أمريكا وكندا ودول
أوروبا ما بين السنوات 1953 و 1997م تشمل
في مجموعها دراسة 12912 شخصا قد
تعرضوا لمثل هذه المواد. كان من نتائج هذا
البحث أن نسبة
الانحطاط الخلقي العام - حسب معايير الغرب-
هي 28% (وتشمل التعري، والتجسس على
أعراض الآخرين بالكاميرات
الخفية، والاحتكاك الجسماني بالآخرين في
الأماكن المزدحمة،
الخ). كما وجدوا أن نسبة الازدياد في جرائم
العنف والاغتصاب تزداد عند
متداولي المواد الإباحية
بنسبة 30%. وإن نسبة الانحطاط في العلاقات
الزوجية والقدرة الجنسية
مع الزوجة تتدنى بنسبة 32%. ونسبة تقبل جرائم
الاغتصاب وعدم المبالاة بها
تزداد بنسبة 31% .
ولقد قام دارل بوب الضابط في
شرطة ميشيغان بأمريكا بدراسة
38000 حالة اغتصاب ما بين السنوات 1956 و 1979 فوجد
أن نسبة 41% من مقترفي تلك
الجريمة كان قد عرض نفسه قبل أو خلال ارتكاب
جريمته إلى مواد إباحية. ويدعم هذا
الموقف الباحث ديفد سكات
الذي وجد أن 50% من المغتصِبين قد عرضوا
أنفسهم لمواد خليعة
لتهيئة وتنشيط أنفسهم جنسيا قبل المباشرة
بجريمتهم . وإن الاستخبارات
الأمريكية (FBI) قد
وجدوا أن في 80% من حالات جرائم الاغتصاب يتم
العثور على مواد إباحية
إما في موطن الجريمة أو في منزل الجاني . وفي
دراسة للدكتور وليام مارشال
اعترف 86% من المغتصبين بأنهم
يكثرون من استخدام المواد الإباحية واعترف
57% منهم أنه
كان يقلد مشهدا رآه في تلك المصادر حين
تنفيذه لجريمته .
أما بالنسبة
لجريمة اغتصاب الأطفال فلقد
وُجد بعد دراسة 1400 حالة من هذا النوع في
مدينة لويسفيل
ما بين السنوات 1980 و1984م أن صورا عارية
للبالغين متواجدة عند جميع هؤلاء
المجرمين وصورا خليعة
للأطفال موجودة عند أغلبهم ووجد لاحقا في
دراسة شاملة لهذه المأساة
من قبل مجلس النواب بأمريكا أن أكثر سمة
موحدة بين هؤلاء المجرمين – من غير
منافس - هو تداولهم للصور
العارية للأطفال . وإن الشرطة الأمريكية
كثيرا ما يتقمصون شخصيات
الأطفال في الإنترنت ليصيدوا المجرمين
المستدرجين للأطفال والمغتصبين لهم.
ولقد صرح الدكتور مايكل مهتا
من جامعة كوينز في كينجستون باونتاريو
بكندا بعد
دراسة دامت 18 شهرا أن هنالك اتجاها ملحوظا
في الصور الخليعة إلى تصوير الأطفال
وقد زادت نسبتها من 15% عام 1994
إلى 20% عام1996 .
كما قام عدد من ضباط
الشرطة بدراسة ظواهر
الاغتصاب والقتل المفرد والقتل الجماعي
فوجدوا أن للمواد الإباحية
تأثيرا مباشرا وملحوظا في جميع هذه الجرائم
حتى أصبحت هذه سمة معروفة
وموحدة لدى المكثرين من
الاغتصاب أو القتل (standard profile
among serial rapists and serial killers) .
|