ولقد
وجد الدكتور فيكتور كلاين
بعد دراسة له لمجموعة كبيرة ممن ابتلوا
بهذا الداء أن تواجد المواد الإباحية
بسهولة أمام الناس من غير
حجب أو تصفية يشكل إغراء شديدا يصعب على
الأفراد عليهم مقاومته
حتى لو كلف ذلك فقدان مبالغ ضخمة من المال .
كما وجد أن تواجد القنوات
الفضائية الإباحية في
المنزل يؤدي إلى نتائج وخيمة كاعتداء
الأطفال على أخواتهم الصغار
واغتصابهم جنسيا. وأخيرا وجد الدكتور
فيكتور أن أمثال هؤلاء المعتدين ربما
لا يُعرف عنهم سوء الخلق أو
فعل الشر مثل ذلك الرجل المتفوق دراسيا
والرئيس لشركته والفاعل
للخير الذي ظهر بعد ذلك أنه كان يغتصب
النساء بحد السكين أو المسدس في
منطقتي فينكس وتوسون وكان
الدافع الوحيد لهذه الأعمال الذي وجدوه هو
سهولة حصوله على
المواد الإباحية في صباه وتشبعه بها منذ
الصغر.
ولقد قامت الاستخبارات
الأمريكية (FBI) بمقابلة
واستجواب 24 مجرما في السجون، كلهم قد اغتصب
وقتل عددا كبيرا
من البالغين أو الأطفال فوجدوا أن 81% منهم
كان يعرض نفسه بكثرة للمواد
الإباحية ثم يقوم بتطبيق ما
قد رأى على الآخرين بطرق شنيعة وفضيعة تفوق
الوصف. وكان من
هؤلاء المجرمين رجلا اسمه ارثور جاري بيشوب
(Arthur Gary Bishop) والذي قام
بالاعتداء الجنسي المريع
على خمسة أولاد ثم قتلهم جميعا. وكان اصغر
ضحاياه سنا يبلغ من
العمر 4 سنوات فقط(Danny Davis)! ولقد
اعتاد هذا المجرم أمثال هذه الجرائم لدرجة
أنه لم يعد يلقي لها بالا.
فكان مثلا يقتل أحد الأطفال فيلقي بجسده في
شنطة السيارة ثم
يذهب إلى العمل ويتناول الغداء فإذا فرغ من
جميع مشاغله ذهب وتخلص من الجثة.
وكان أحد ضحاياه الطفل كيم
بيترسون (Kim Petersen) والبالغ
من العمر 11 سنة والذي قام
آرثور بقتله بالرصاص والإغراق ثم شوهه
جنسيا. ولقد وصف دون بيل الضابط في شرطة
يوتا هذا المجرم بأنه رجل في
ظاهره في غاية اللطف والمرح والامتناع عن
السذاجة في الكلام
ولا يمكن أبدا لأي كان أن يشك بحقيقة ما
تخفيه نفسه. ويؤكد ذلك ما عرف عن
هذا المجرم في نشأته من كونه
عضو فعال في الكشافة ومن أحد البارزين
والمتفوقين لديهم
والحائز على أسمى أوسمتهم. كما كان أحد
المبشرين لدين النصرانية(Mormon
Missionary)
وبعد اعتقاله وإدانته
ودخوله السجن صرح قائلا: "لو أن مواد
الدعارة والإباحية قد مُنعت
مني في صباي لم يكن شغفي بالجنس والشذوذ
والإجرام ليتحقق"
كما قال واصفا تأثير مواد الدعارة عليه: "إن
أثرها علي كان شنيعا للغاية
فأنا شاذ جنسيا ومغتصب
للأطفال وقاتل. وما كان كل ذلك ليتحقق لولا
وجود مواد الدعارة
والإباحية وتفشيها" لقد اعدم جاري بيشوب
في 10/6/1988م.
وهنالك مثال
حي آخر للنتائج الوخيمة وتفشي الإجرام
نتيجة الانغماس في مواد الدعارة. وهذا
المثال هو مثال القاتل
السفاح الذي ذاع صيته في كل أنحاء أمريكا
والمعروف باسم تيد باندي
(Ted Bundy). وكان هذا الرجل من
بيت محافظ وعضو في الكشافة وطالب قانون
وشاب وسيم
وجذاب وخلوق. لقد تم القبض على هذا السفاح
بعد أن اختطف وعذب وشوه وقتل قريبا
من 40 امرأة. وكان لا يكتفي
بتعذيب وخنق واغتصاب ضحاياه فحسب ولكنه كان
يتفنن في ألوان
الشناعة المريعة كأن ينهش ويأكل لحومهن
ويشوه أخريات بالسكاكين. وكانت أصغر
ضحاياه طفلة تبلغ من العمر 10
سنوات. قام هذا السفاح باختطافها وتعذيبها
واغتصابها وأكل
لحم وِركها ثم قتلها شنقا وترك جثتها
ليأكلها العفن في مرحاض للخنازير. ولقد
تم إدانته بجريمة القتل تلك
بعد أن تم تطبيق آثار أسنانه على آثار اللحم
المفقود في جسم
الطفلة القتيلة وتطابقهما. ولقد استمر هذا
المجرم يدعي البراءة فترة طويلة جدا
من الزمن حتى التف عليه آلاف
من الناس الذين صدقوا مزاعمه وطالبوا
بإطلاق سراحه فورا
ومن غير تردد. ولكن في نهاية الأمر حُكم
عليه بالإعدام فحينذاك اعترف بجرائمه.
ففي مقابلة مصورة مسجلة معه
قبل إعدامه بقليل صرح قائلا: "أنتم سوف
تقتلونني، وهذا سوف
يحمي المجتمع من شري، ولكن هنالك الكثير
الكثير أمثالي ممن قد أدمنوا الصور
الإباحية، وأنتم لا تفعلون
شيئا لحل تلك المشكلة." وقال أيضا: "في
البداية هي [الصور
الإباحية] تغذي هذا النوع من التفكير ... مثل
الإدمان، فإنك تتطلع دائما إلى
ما هو أصعب وأصعب، شيئا يولد
درجة أعلى من الإثارة، ثم تصل إلى حد لا
يمكن لصور الدعارة
أن تشبع غرائزك وتصل إلى نقطة انطلاق حيث
تبدأ تقول لنفسك هل تستطيع ممارسة
هذه الأفعال أن تشبع تلك
الغرائز بشكل أفضل من مجرد القراءة أو
النظر؟”
واستطرد قائلا في اعترافه
للدكتور جايمز دوبسون في اليوم السابق
لإعدامه: "اشد
أنواع المواد الإباحية فتكا تلك المقترنة
بعنف أو بالعنف الجنسي. لأن تزاوج
هذين العاملين – كما تيقنت
جيدا – تورث ما لا يمكن وصفه من التصرفات
التي هي في منتهى
الشناعة والبشاعة"
وقال أيضا: "[أنا وأمثالي]
لم نلد وحوشا, نحن أبناؤكم
وأزواجكم, تربينا في بيوت محافظة, ولكن
المواد الإباحية يمكنها اليوم أن
تمد يديها داخل أي منزل
فتخطف أطفالهم"
وقال قبل ساعات من إعدامه:
"لقد عشت الآن
فترة طويلة في السجون وصاحبت رجالا كثيرين
قد اعتادوا العنف مثلي. وبدون
استثناء فإن كلهم كان شديد
الانغماس في الصور الإباحية وشديد التأثر
بتلك المواد ومدمنا
لها."
وبشكل مماثل فإن القاتل
جيفري دامر (Jeffrey Dahmer) قد
بدأ حياته
الإجرامية بالاغتصاب المتكرر للنساء. ثم
تطورت اتجاهاته الإجرامية بعد ذلك
إلى الشذوذ والقتل الذي يفوق
الأوصاف حيث اغتصب وقتل عشرات من الرجال
والأطفال. وكان
يحبس ضحاياه لفترات طويلة جدا يغتصبهم
ويعذبهم ويشوههم فيها يوميا بطرق مبتدعة
وجديدة في كل مرة، ثم إذا مل
من ذلك قتلهم وقطع أجسادهم بالمناشير ثم
أكل بعض أعضائهم
وترك بعضها في الثلاجات وأذاب بعضها
بالأحماض. وحينما قبضت الشرطة عليه
وجدوا في منزله رؤوسا بلا
أجساد في الثلاجات والدواليب وموزعة هنا
وهناك. ووجدوا أيضا
قلب أحد ضحاياه في الثلاجة، فحين سألوه عن
ذلك قال "كنت احتفظ به لأكله
لاحقا." وكان يهتم
بالمشاركة في "مسيرات أهل الشذوذ"
ووجدت الشرطة في منزله حينما
قبضوا عليه أعدادا مهولة
تكاد لا تحصى من الأفلام والصور الإباحية .
ولقد توفي جيفري
في حمام السجن عام 1996 إثر الضرب المتتالي
بقضيب من حديد أنزله به سجين آخر.
لقد أصدرت مجلة
(Hustler) الإباحية في عددها
الأخير عام 1990 مقالا من خمسة
صفحات بعنوان "دليل القتل"
تصف فيه كيفية اقتلاع عين الضحية وكيفية
تشويه فرجه. واثر
ذلك بقليل في مدينة نورمان بولاية
أوكلاهوما كان الطفل سام(Sam) والبالغ
من العمر
9 سنوات يتمشى عائدا من مدرسته إلى المنزل
عندما اختطفه شخص غير معروف ثم
اعتدى عليه جنسيا ثم قتله
واقتلع أحد عينيه وشوه فرجه – تقليدا لما
قرأه في ذلك المقال.
وبشكل مماثل ففي مدينة
سبرينجفيلد بولاية الينوي طُلب من رجل يبلغ
من العمر 43 سنة أن يرعى(babysit)
ولد اسمه جيم
(Jim) يبلغ من العمر 11 سنة
وثلاثة بنات
أعمارهن 7 و 11 و 13 سنة. فاعتدى هذا الرجل على
البنات جميعا ثم قتل الطفل
جيم. وعندما فتشت الشرطة
منزل الجاني وجدوا فيه عددا من المجلات
الإباحية ومسدس تخدير
وإعلان لبرنامج تلفاز يتحدث عن شواهد
لتعذيب وتشوه الأطفال من قبل المربين
(babysitters)- فهو بذلك كان يقلد
ما ورد في برنامج التلفاز ذلك.
أما عن الذين
ينتجون تلك المواد فحدث ولا حرج. ومثال ذلك
مخرج الأفلام الإباحية جوني زِن
الذي دفع عام 1986 لثلاثة من
"ممثليه" 1500 دولارا حتى يحضروا له بنتا
شقراء تمثل في
أفلامه. فقام هؤلاء الثلاثة باختطاف امرأة
اسمها ليندا لي دانيالز وجدوها تمشي
في شوارع نيومكسيكو ثم
خدروها واغتصبوها مرارا أمام كاميرات
المخرج. وفي الصباح فقدها
أهلها ونُشرت صورتها في الجرائد. وحينما
رأى المخرج جوني صورتها في الجرائد
أمر الثلاثة بقتلها فأطلقوا
عليها النار مرارا - وهي تترجاهم أن يرحموها
– حتى ماتت.
|