تَمُرُّ فلسطينُ في أغنياتِ الصَّباحِ،
صباحِ سَدوم،
بمريولِ طِفْلَةْ
بتولٍ، ففاطمةُ ازدلفتْ مقلتَيها، ومريمُ تحملُها طَلْعَ نخلةْ!
...
على عتباتِ المَفارقِ،
بينَ الأبوّةِ تمشي، رجوعًا،
فمِن عن أبيها يسارًا، ومِن عن أبيها يمينًا، تعالَى غبارٌ لروحَينِ..
صارت فلسطينُ بيني وبيني:
(فلس/ طين) أخرى!
جُذاذًا مِنَ الوقتِ تمضي بغيرِ مُضِيٍّ،
لتأتي بغيرِ مجيءٍ،
إلى لا مكانْ!
فلسطينُ راحت على كُلِّ بابٍ تدورُ،
تدورُ،
كأنّ القصيدةَ جاءتْ..
كأنّ القصيدةْ..
سماء، فطارت دماءً / جريدةْ!
..
كبئسَ القصيدةْ!
قصيدةُ أهلي هيَ الشِّعرُ،
في ناهدَيها يموجُ بياضُ التَّشاطُرِ،
فالصدرُ والقبرُ يختصمانِ على مَهْمَهٍ من نُضارِ القوافي،
ودنيا المعاني، وفنِّ البديعِ، وعِلمِ البيانْ!
قصيدةُ أهلي..
ونِعْمَ القصيدةْ!
قصيدةُ أهلي..
تمامًا كمثلِ القَضِيَّةِ:
فتح الفتوحِ تعالَى...،
وحمس الحماسِ تتالَى...،
وأشهى خيولِ العقيدةْ!
ببحرِ النَّجيعِ -
ارتماءً -
قصيدةُ أهلي تُرَوِّيْ، إذا حَمْحَمَ السَّيفُ، بحرَ السحابْ!
قصيدةُ أهلي،
أيا طفلةً أكلتْها المدارسُ،
بيتًا فبيتًا،
ولم تُبقِ شيئًا لسُوْدِ الذِّئابِ وخُضرِ الذُّبابْ!
تَمُرِّيْنَ وردةَ ذِكْرَى نسيتُ زمانًا زمااااانْ،
تَضَوَّعُ بالحُزنِ،
والفَقدِ،
والاغترابْ!
.......................
وها غزّةُ اليومَ وردةُ ذِكْرَى
مِنَ الدَّمِ أجفانُها إذ تَرِفُّ،
مِنَ السَّرْمَدِ المُتَفَرْدِسِ نسيانُهُ بالرِّقابْ!
...
أغزّةُ، هاكِ يميني..
بماءِ الحروفِ تُناجي ترابَ العُروبةِ فينا،
شَمِيْمَ أصابعَ كانت على قبضةِ الصَّولجانْ!
أغزّةُ،
يا مدخلاً للتشظِّي وأُمَّ المخارجِ نحوَ التئامِ المكانْ!
أتيتُ وما في جبينيَ إلاّ شموخُكِ،
يكفي..
ليعرفكِ الغادرونَ،
ويعرفكِ السادرونَ،
ويعرفكِ الطاعنونَ،
ويعرفكِ الخائنونَ،
ويعرفكِ كُلُّ أبناءِ يعقوبَ، يا يوسفَ الحَقِّ في ذا الزمانْ!
شواهد أخرى
على شِيْمَةِ الظُّلْمِ،
والبَغْيِ،
أنتِ،
برُغمِ الأكاذيبِ تـَتْرَى.. كَفَقْمَةِ سِرْكٍ على صفحةٍ من كِذابْ!
.......................
... (فلس/ طين)، قال قريني،
فقلتُ:
ولكنّ طينًا سيصحو مِنَ الجدبِ خِصبًا،
كفينوس تُمطرُ حُـبًّا عُروقَ السَّرابْ!
...........
وثَمّةَ تنبتُ فِيَّ،
وفيها،
برغمِ الكُسورِ،
عظامُ القصيدةْ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة "الجزيرة"، "المجلّة الثقافيّة"، الاثنين 22 محرم 1430هـ= 16 يناير 2009م، العدد 267، ص14.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/pdf/19012009/t14.pdf
http://www.al-jazirah.com/culture/2009/19012009/shar32.htm
|