أقام
نادي الحدود الشماليّة الأدبي في (مدينة عَرْعَر- السعوديّة) محاضرة أدبيّة نقديّة للدكتور/ عبدالله بن أحمد الفَيفي، (عضو مجلس الشورى- الأستاذ في جامعة الملك سعود)، بعنوان:
شِعريّة المكان
في تجربة شاعر الشمال/ سلمان بن محمّد الفَيفي
( مدينة عَرْعَر نموذجًا )
مساء الأربعاء 9 ذي القعدة 1430هـ الموافق 28 أكتوبر 2009م.
وكان الدكتور الفَيفي قد قام بجمع وتحقيق شعر الشاعر سلمان بن محمّد الفَيفي في ديوان نشره بعنوان
"مرافئ الحب"، 2007.
=> يمكن تحميل نسخة من ديوان "مرافئ الحُبّ" من هنا:
http://khayma.com/faify/index87.html
* متابعات:
- جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2009/10/28/article469736.html
- موقع نادي الحدود الشماليّة الأدبي-1
http://www.adabinorth.org/news.php?action=show&id=74
- موقع نادي الحدود الشماليّة الأدبي-2
http://www.adabinorth.org/news.php?action=show&id=70
- موقع نادي الحدود الشماليّة الأدبي-3
http://www.adabinorth.org/news.php?action=show&id=72
- موقع نادي الحدود الشماليّة الأدبي-4
http://www.adabinorth.org/news.php?action=show&id=68
- موقع نادي الحدود الشماليّة الأدبي-5
http://www.adabinorth.org/news.php?action=show&id=77
أدبي الشمالية يكرم الفيفي
ثامر قمقوم ـ عرعر
كرم نادي الحدود الشمالية الأدبي عضو مجلس الشورى الناقد والشاعر الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي. وحضر صاحب السمو الأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود رئيس لجنة أهالي منطقة الحدود الشمالية حفل التكريم الذي تزامن مع تنظيم النادي مساء البارحة الأولى أمسية شعرية للدكتور الفيفي، تحدث فيها عن تجربة الشاعر سلمان بن محمد الفيفي مدير المعهد العلمي في عرعر ــ رحمه الله ــ الشعرية.
صحيفة عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20091031/Con20091031312776.htm
كتب عبدالرحمن الحضري (تغطية للأمسية في موقع نادي الحدود الشماليّة):
أمسية مرافئ الحب .. تحيي سيرة شاعر ولد في فيفاء وعاش في عرعر ومات في الرياض ، ثم طبع ديوانه في جازان، وتم التعليق عليه في عرعر .. مفارقات جميلة تنبئ بسيرة شاعر مختلف ، والأهم أنه أحب عرعر التي كانت حاضرةً في أشعاره كغانيةٍ فاتنة .. إنه سلمان بن محمد الفيفي رحمه الله .
فعلى مسرح الإدارة العامة للتربية والتعليم بمدينة عرعر جاءت (مرافئ الحب) كما أراد لها فارس الأمسية الدكتور عبدالله الفيفي أن تكون ، فقد خرج بها وبالحضور إلى واحة أدبية فائقة الجمال ، كان فيها حضور الأمير منصور بن عبدالله بن مساعد تكريمٌ لمن كانت الأمسية من أجله ، والذي فارق هذه الدنيا الدانية قبل حوالى تسع سنين ، ولكنه كان حاضرًا بشعره ، متوهجًا بتوهج الحضور وتفاعلهم بالمداخلات التي تنم عن فكرٍ نقدي راق ، وضع الأدب في خانة الأدب الصحيحة ، محاولاً أن ينأى إلى (شعرية المكان) عن قصائد قال عنها الدكتور عبدالله : أنها غير ملائمة لمناسبة كهذه ، وكان يلمِّح إلى عدم رغبته بقراءة بعض أبيات القصيدة الشهيرة (السلام عليكم) التي رثى فيها سلمان الفيفي نفسه قبل مماته بخمسة أشهر ، وربما أن نبرة الحزن الواضحة في صوته في حديثه عن هذه القصيدة بعد الأمسية هي ما تجعلنا نقتنع أنه أهملها متعمدًا .. ومع هذا فقد كان الحضور يتمنون سماعها خاصة وأن صاحبها وصف نفسه بكل شجاعة وجلد فيها عندما قال :
يقول لي حضـرة الدكتـور لا أمـلٌ *** فقلت : لكن على ذي العرش معتمدي
ثم السلام عليكم ليـس بـي وجـلٌ *** مما أتاني من الرحمـن يـا ولـدي
ومنها أيضًا :
إن المنايا لكل الناس مرصـدةٌ *** فهل هناك من ينجو من الرصد
والموت حقٌ فلا أخشى بوادره *** وسوف ألقاه بالتوحيد والجلـد
إلى أن قال :
ياذا الطبيب الـذي أعلنـت فاجعتـي *** أما تـرى أننـي كالضيغـم الحـرد
لم أهتزز عندما قالوا كذا مرضي *** بل زادني قـوة إذ لـم يطـل أمـدي
ويختمها رحمه الله بقوله :
والحمدلله ملء الكـون خالقنـا *** ثم الصلاة على الهادي مدى الأبد
ومع هذا فلابد من احترام من امتنع عنها مع التقدير الكامل للأسباب التي دعته لهذا الامتناع ، خاصة وأنه أخبرنا أن ديوان (مرافئ الحب) تأخر كثيرًا بعد وفاة صاحبه مراعاةً لمشاعر أشقائه وشقيقاته الذين كانوا يكنون له كل الحب .
إذن .. فقد أشاح ابن أخته بوجهه عن ذكر الحزن ، وانصرف إلى النقد لكل أشعار سلمان ، مشددًا بين الفينة والفنية على (شعرية المكان) التي كانت عرعر الحالمة فيها حاضرة كحضور سلمان في قلوب من حضروا ، وفي ذلك يقول الدكتور الفيفي :
"إن ما يجعل المكان جميلاً هو الإنسان وتفاعل الإنسان بالإنسان ، والجميل هو من يتذوق جمال المكان ويضفي عليه جمالاً من تلقاء نفسه حتى لو لم يكن جميلاً ظاهريًا ، ولكنه جميل في مشاعر الإنسان وفي نظرته إليه ، مستدلاً بأبيات من أشعار إيليا أبو ماضي في قصيدته (فلسفة الحياة) عندما قال :
والذي نفسـه بغيـر جمـالٍ *** لا يرى في الوجود شيئًا جميلا
أيهذا الشاكي ومـا بـك داءُ *** كن جميلاً ترى الوجود جميلا
وكذلك مجنون ليلى وهو مجنون الحب ولكنه غير مجنون في الشعر والدلالات التي يحملها شعره عندما قال :
وما حب الديار شغفن قلبي *** ولكن حب من سكن الديارا
وهنا فإنه يؤكد بأن الجدلية المكانية المتعلقة بالمكان هي ما نجده في قصائد شاعرنا والذي صور عرعر غانيةً فاتنةً وعروسًا تتزين لاستقبال فارسها ، إلا أنه خشي أن قد يقال فيها ما لا يرضاه آتيها كالقول ببردها ، فجعل يصور بردها دفئًا ، ويحتال في الحديث من أن هذا الدفء مرتبطٌ بأهلها ، هذا من أسرار شعوره بجمالها حيث تغير الطبيعة طبيعتها فتقلب أجواءها كلها جمالاً وحبًا ، أو بالأحرى : يصبح إحساسنا نحن بها كذلك ، ومن ذلك قول سلمان :
لا تخافوا برد الشمال ففيهـا *** يوجد الدفء والندى والصفاء
أو تقولـوا بعيـدةٌ لا بعيـدٌ *** عندنا اليوم والطريق السماء
ويسترسل الشاعر حبًا بقصيدة أخرى حملت عنوان : (من عبق الشمال) عن بداية تعلقه بتلك المعشوقة مدينة عرعر ، إلا أنه يصورها وقد استحالت عن طبيعتها إلى طبيعة أخرى ؛ وتلك جماليات المكان حينما تنتج جماليات الشعر في النفس والمخيلة ، إنها غانية من النساء تارة حين يقول :
وفينانـة فيهـا السنـى متألـقٌ *** يمدُّ شعاعَ اليُمنِ في الأفقِ الرحب
على جيدها عقدُ الوفاءِ مرصـعٌ *** بواسطةٍ لمَّاعـةٍ صنعـة الـربِّ
ثم تتحول إلى سفينة ويتحول محيطها من الرمال إلى محيط من الماء فيقول :
نمت في محيط الرمل مدتْ شراعها *** يباري هبوبَ الريحِ بالخير والخِصْبِ
يشق بها ربانهـا المـوجَ رافعًـا *** شعارَ الوفا والودِّ والذَّوْدِ والحَـدْبِ
وهكذا يُخَلِّق الإحساس بالمكان معادلاته الموضوعية وبناءه الشعري الموازي ، وما أن يقول : نمت في محيط الرمل حتى تقفز صورة أخرى لسفينة يشق بها ربانها الموج في محيط البحر ، إنها إملاءات المكونات المكانية التي تقفز بمخيلة الشاعر من صورة إلى صورة ، ومن طبيعة إلى طبيعة أخرى ، وتلك هي بوتقة التفاعل في الكيمياء الشعرية .. إحساس بالعالم الخارجي ؛ منعكسًا على عالم الشاعر الداخلي ، ولغة تأخذ الجناح الشعري بإيحاءاتها وإيماءاتها ، والشاعر هنا هو ذلك الكيميائي الماهر ، وإلا : ظل إحساسه صامتًا دون تعبير .
ومرة أخرة تقول لنا القصيدة إن جمالَ المكان جمالُ الإنسان ، فهو منبع الجمال ومصبه :
تموسق أزهـار الربيـع قصائـدًا *** وتوقد جمر الطيب بالمندل الرطـبِ
وتنسج من عزم الرجـال سوابغًـا *** وتغـزل أفوافًـا مذهبـة الهُـدْبِ
فتنداح أصـداغ الرمـال حضـارةً *** وينثال أغلى التبر من منجم التُرْبِ
تسبـح مـن أفراحهـا الله ربهـا *** وقد دفنت أتراحها أعصُـرَ الجـدبِ
حماها من التعويقِ في سَيْرِها الذي *** حمى يوسفَ الصديقَ وحشة الجُبِّ
والمكان في شعر سلمان الفيفي ليس وصفًا خارجيًا أو نقلاً لألوان الطبيعة وأشكالها ، وإنما هو تفاعلٌ حي فتغدو القراءة لصورة المكان في نفس شاعر أو بالأحرى صورة شاعرٍ من خلال مكان ، بما شكله من وعيه وما أملاه عليه من رؤية شعرية ".
ثم توالت المداخلات التي أثرت الأمسية وكان نجومها الشاعر الدكتور عبدالحق الهواس الذي شدد على أن جدلية المكان في حديث الدكتور عبدالله الفيفي كانت واضحة ، ثم ربط الهواس بين المكان والمرأة وأن المرأة تدل على القبيلة والمكان على الوطن وأن الطلل وطنٌ في شعر العرب .
وكذلك تحدث كل من الدكتور محمد نجيب والشاعر الأستاذ حمدان سالم العنزي ، وكانت هناك مداخلات من بعض الحضور كالأستاذ خلف القاران والأستاذ ثاني بطي واللذين تحدثا عن ذكرياتهما مع الشاعر سلمان الفيفي .
ثم علق الدكتور عبدالله الفيفي على المداخلات تعليقًا مقتضبًا لضيق الوقت .
وبعد الفراغ من الأمسية وزعت بعض النسخ على الحضور، وهنا نوضح أنها توجد نسخة الكترونية على ملف أكروبات في إضبارة الدكتور عبدالله الفيفي على الإنترنت على العنوان التالي :
http://www.khayma.com/faify/index87.html
بقي أن نذكر أن الأستاذ عبدالرحمن الروساء هو من أدار اللقاء، في حين كان الحضور حوالى المائة وعشرة أشخاص يتقدمهم الأمير منصور بن عبدالله بن مساعد آل سعود .
عن: موقع نادي الحدود الشماليّة الأدبي.
* تفاعلات أخرى:
- منتديات وزارة التربية والتعليم.
- ملتقى البلاغيين والنقاد العرب.
- بوابة عرعر الإلكترونيّة.
- الأمسية بالصور.
- موضوع ذو علاقة في "بوابة عرعر الإلكترونيّة".