أبكِــيْ على مـَنْ يُعزِّيـنيْ
وسَــيْفُهُ بـِيْ يُـمَنِّيـْنِـي
صُنْ ماءَ جفنَيكَ ، واسـكُبنيْ
قصــيدةً ، فيكَ تجفـونـي
فلا البكـاءُ شـَفَى أمسـيْ
ولا المُـنَى سـوفَ تَشـفيني
* *
ضاع المَدَى، تاهَ بيْ خَـطْوِيْ،
واسـتَعْجَمَتْ بِـيْ عناويْـنِي
أَمشـِي كأنِّـي على وَجْـهِي
أَمشِـي لـِمـَا ليـس يَعنيني
سِوَى انتمـائيْ معـيْ وافَـى
غَـيْرُ انتفــائيْ يُوافــيني
صَحْوُ النجـومِ إذا تَزْهُــو
يَزْهُـوْ ويَزْوَرُّ عن عَـيْـني
أَلُـمُّ دُرَّاقَـها حُـضـنـًا
يَلُـوْبُ حـَوْلِـيْ ويَعْـدُوْني
أرَى الأنـامَ هــنا تَمْضِيْ
ولا أرانـيْ أنـا.. أَيْــني؟
نُضْجُ الشـِّـفاهِ عناقـيـد
نـادتْ، فلِـمْ لا تُنـاديني؟
* *
صـاحَ الصبـاحُ بأطرافـيْ
قُمْ يـا طريحَ الدُّجَى الكَوْني!
انهضْ بحُـلْمٍ على حِـمْـلٍ،
مـاضٍ، وآتٍ ، وذا الحِيـْنِ
حَدَّقـْتُ في صَـوْتِهِ أَجْلُـوْ
رُؤيـا ابنِ يعقوبَ تَجْـلُوني
فَشِـمْتُ بَرْقـًا على بَـرْقٍ
في مُهْـجَـةٍ لا تُـوارِيْـني
رأيـتُ فـيهـا كآثـاريْ
جَمْـرَ النَّدَى في الرَّيـَاحِيْنِ
شـَمَمْتُ تُـربيْ وأتـرابيْ
مِنْ فِتْيـَةٍ كالسَّـراحِـيْنِ
.. انهضْ فِداكَ الأُلَى نامُوا
وثأرُهـُمْ أَلْـفُ ملـيونِ!
تَنُوْشـُهُمْ أَكْلُـبٌ عُقْـرٌ
وهُمْ عِـدًى كالسَّـعادينِ!
افتحْ شَـبابيكَ في شمـسٍ
تُطِـلُّ منـها على نُـوْنِي!
واكتبْ أساطيرَ لا تُـمْحَى
عن قِصَّـةٍ فيكَ تَـطويني!
* *
- عفوًا ، ففي داخليْ صَوْتٌ
يَسْـتَلُّ صَمْـتيْ ويَحويـني
بكـاءُ ضِحْـكٍ يُناجينيْ:
هل يُنْـبِتُ الدَّمـعُ زيتوني؟!
هل يَحْرُثُ الحَقْلَ إنشاديْ؟!
أو يَحْصُدُ القَمْحَ تلحيـني؟!
* *
- أوّاهُ ، يـا طَعْنَـةَ المَعْنَى،
أَوْجَعْتِ (جِيْميْ)، فها (سِيني):
هل تُعشـبُ الأرضُ لا مـاء
ثَـمَّ ، وما ثَـمَّ مِن طـِيْنِ؟!
مــاءُ العيـونِ سـحاباتيْ
والرُّوحُ أرضـيْ وجَيْحُـوني
يا ربّمـا أَنْبَتَـتْ عـَـينيْ
رُؤَى النَّـدَى في البسـاتينِ
مِنْ كَـفِّ عقليْ ومِنْ قلبيْ
أَجْـنِيْ غدًا شَـهوةَ التِّيْـنِ
فَرُحْـتُ والرَّاحُ في رُوحيْ
يَجري الشَّـذَى في شراييني!
* *
- صباحيَ الطفلَ ، يا ذاتـيْ،
بُشراكَ بيْ! عُدْتُ مِنْ دُونـي!
في رحلتيْ، مَن أنا؟ ما اسـميْ؟
فلا اسـمَ لـِيْ فِـيَّ يَعروني!
مِن سِـدرةِ المُنْتَهَـى بدئـيْ
قصـيدتـيْ فلتَكُـونِيْـني!
كُونيْ ، أَكُنْ آخَـرًا غـيريْ
أســـقيهِ حـرفيْ ويسقيني!
ينمو النخيـلُ على صـوتيْ
يَرتـفُّ طَـيريْ الفلسـطيني!
أرويْ الفـُراتَ لَمَى حِـبريْ
فتَنْتَشـيْ صفحـةُ السِّـينِ!
أرميْ شِـباكَ الهَـوَى العُذريْ
ولاّدتـيْ لابـنِ زَيـدونـي!
أبـنيْ المـعـانـيْ نهـاراتٍ
وأهـدمُ العِـيَّ يَـبْـنِيْـني
تَجْـرِيْ الحضـاراتُ في كَفِّيْ
جَـرْيَ النَّـدَى في الأفانـينِ
أمشـيْ وشـبَّابـتيْ تَشـدو
كي يركـضَ اللحـنُ سمفوني
سـفينتيْ أبحـرتْ ، مَـن ليْ
بشَـهوةِ العِـلْمِ للصِّـيْـنِ؟
لا أكـذبُ اللهَ فـي بـالـيْ
خـرائطـيْ كالعَـراجـيـنِ
لا تَـرتقـيْ الآيـةَ العُـليـا
أو تَتَّقِـيْ شُـبهـةَ الدُّونـي
وفـِيَّ مِـن سـندبـاداتـيْ
إيـمـانُ شَـكِّيْ وتخـميـني
والحُـبُّ ، يا فتنتيْ ، شَــطٌّ
يَضُـمُّـنيْ فيـكِ يَغـْذُونـي
.............................
.............................
غَنَّيْـتُ مِنْ نَظْمِ نَبضـاتـيْ،
والقـلبُ عُـوْديْ ، فَغَـنِّيني:
يـا أمَّــتيْ ، لا تُمَـنِّيـنيْ،
تَهَـجَّـئِيْ فيـكِ تكـويـني!
|