كيف وجدت عام 2009 على المستوى الثقافي؟:5.لقاءات:إضبارة د.عبدالله الفـَيفي http://alfaify.cjb.net


كيف وجدت عام 2009 على المستوى الثقافي؟
( إنجازات وآمال )
الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن أحمد الفَيفي


كما ذكرتُ في مقام آخر: لعل الأسئلة على المستوى القوميّ الثقافيّ كان ينبغي أن تدور مستقبليّة أكثر منها ماضوية- وإن كانت الصعوبة تكمن لدينا في العالم العربي في رصد حراكنا الثقافي عامة، سواء الماضي منه أو استشراف الآتي- وذلك حول محاور رئيسة، من مثل: هل تتقدم ثقافتنا أم تتقهقر؟ أ تضيء أم تخبو؟ وما الذي يمكن أن يتحقّق على مستوى الثقافة أو في عالم الأدب؟ وهو ما لا يمكن التنبؤ به بسهولة، وإنما هي أحلام مزمنة، وأمنيات مؤجّلة؛ ذلك أنه لا إحصائيات بين أيدينا- كما هو الحال في دنيا العرب كافّة- تساعد على التوقّع أو التنبؤ، ولا رسوم بيانيّة حقيقيّة يمكن أن يُستند إليها في التخطيط أو الاستشراف، كما يحدث في عالمٍ آخر متطوّر. وعليه تصبح الإجابة عن مثل هذه الأسئلة النمطيّة- التي تتردّد في مستهلّ كل عام- ضربًا من ضَرْب الودع، أو التخمين في أحسن الحالات. كما أن تعدّد الوسائط المعرفيّة اليوم وتنوّع منابر الثقافة وتعدّد مراكزها يزيد الأمر تعقيدًا، في أمّة لم تحسب حساب ذلك كلّه، بل لم تُسهم في رسم واقعه إسهام الفاعل لا المنفعل. ومهما يكن من أمر، فإن المتابع سيلحظ إجمالاً أن الحراك الثقافي العربيّ قد أخذ في السنوات الثلاث الأخيرة يستأنف عطاءه، وأن عام 2009 كان خطوة في مضمار استعادة النشاط الثقافي العربي والتفاعل الإقليمي والقومي والعالمي، إِثْر سنوات عجاف، منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، كانت فيها طاحونة السياسة والحرب والدمار تستهدف الثقافة ومقوّماتها في عالمنا العربي المنكوب بأعدائه وأبنائه معًا، ومن المؤمّل أن يستمرّ ذلك الحراك العربيّ والعالميّ في الأخذ بتنمية ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وما تُستبدل فيه لغةُ الحياة بلغة الموت.
على المستوى الشخصي: كانت لي خلال 2009 إنجازات علميّة وثقافيّة أعتزّ بها، ومنها صدور كتابي الجديد بعنوان: "ألقاب الشُّعَراء: بحثٌ في الجُذور النظريَّة لشِعْر العَرَب ونقدهم"، وهو يرصد ظاهرة تلقيب الشعراء، التي تُعدّ تقليداً شائعاً في الثقافة العربية، وتثير التساؤل حول علاقة بعض تلك الألقاب بتقويم فنّي لشِعر الشاعر، أي أنها كانت بمثابة أوسمة للشعراء. والكتاب يستقرئ من خلال ألقاب الشعراء بعض القِيَم الأساسية في نظرة العرب إلى الشِّعر، لا من حيث هو فنّهم الأوّل فحسب، ولكن من حيث هو كذلك تعبير عن حياة العرب الاجتماعيّة والثقافيّة. وكذلك كان فوزي بالجائزة العربيّة الأولى في المسابقة الشعرية لمهرجان "الأقصى في خَطَر" (الرابع عشر)، المُقام 2 أكتوبر 2009م، في فلسطين المحتلّة. وكذا صدور قرار المجلس العلمي في جامعة الملك سعود بالرياض بترقيتي إلى: رتبة الأستاذيّة العلميّة الكاملة (Full Professor)، وذلك عن خمسة عشر عملاً، تقدّمت بها إلى الترقية بين بحوث منشورة في دوريات علمية متخصّصة ومحكّمة، وبحوث مقدّمة في مؤتمرات علميّة متخصّصة ومحكّمة ومنشورة، وكُتب محكّمة من قِبَل المجلس العلميّ، وأعمال إبداعيّة (شِعريّة) محكّمة فنّيًّا. كما أني أتطلّع خلال العام المقبل إلى إصدار مجموعتي الشعريّة الثالثة، بعد ديوانَيَّ: "إذا ما الليل أغرقَني"، و"فَيْفاء". وكذلك إنجاز بعض المشاريع العلميّة، ومنها كتاب حول الجنس الأدبي ونظريّات القراءة النقديّة، يمثّل فصولاً تطبيقيّة في بلاغيّات الخِطاب في التراث وفي العصر الحديث.

ـــــــــــــ
* استطلاع: نوّارة لحرش، "كرّاس الثقافة"، بجريدة "النصر" الجزائرية، الثلاثاء 29 ديسمبر 2009، ص13.





للتعليق على الموضوع: اذهب إلى ساحة نقاش الإضبارة!

شكرًا لمطالعتك هذه الصفحة!

جميع الحقوق محفوظة ©