|
|
كما ذكرتُ في مقام آخر: لعل الأسئلة على المستوى القوميّ الثقافيّ كان ينبغي أن تدور مستقبليّة أكثر منها ماضوية- وإن كانت الصعوبة تكمن لدينا في العالم العربي في رصد حراكنا الثقافي عامة، سواء الماضي منه أو استشراف الآتي- وذلك حول محاور رئيسة، من مثل: هل تتقدم ثقافتنا أم تتقهقر؟ أ تضيء أم تخبو؟ وما الذي يمكن أن يتحقّق على مستوى الثقافة أو في عالم الأدب؟ وهو ما لا يمكن التنبؤ به بسهولة، وإنما هي أحلام مزمنة، وأمنيات مؤجّلة؛ ذلك أنه لا إحصائيات بين أيدينا- كما هو الحال في دنيا العرب كافّة- تساعد على التوقّع أو التنبؤ، ولا رسوم بيانيّة حقيقيّة يمكن أن يُستند إليها في التخطيط أو الاستشراف، كما يحدث في عالمٍ آخر متطوّر. وعليه تصبح الإجابة عن مثل هذه الأسئلة النمطيّة- التي تتردّد في مستهلّ كل عام- ضربًا من ضَرْب الودع، أو التخمين في أحسن الحالات. كما أن تعدّد الوسائط المعرفيّة اليوم وتنوّع منابر الثقافة وتعدّد مراكزها يزيد الأمر تعقيدًا، في أمّة لم تحسب حساب ذلك كلّه، بل لم تُسهم في رسم واقعه إسهام الفاعل لا المنفعل. ومهما يكن من أمر، فإن المتابع سيلحظ إجمالاً أن الحراك الثقافي العربيّ قد أخذ في السنوات الثلاث الأخيرة يستأنف عطاءه، وأن عام 2009 كان خطوة في مضمار استعادة النشاط الثقافي العربي والتفاعل الإقليمي والقومي والعالمي، إِثْر سنوات عجاف، منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، كانت فيها طاحونة السياسة والحرب والدمار تستهدف الثقافة ومقوّماتها في عالمنا العربي المنكوب بأعدائه وأبنائه معًا، ومن المؤمّل أن يستمرّ ذلك الحراك العربيّ والعالميّ في الأخذ بتنمية ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وما تُستبدل فيه لغةُ الحياة بلغة الموت. |
|
للتعليق على الموضوع: اذهب إلى ساحة نقاش الإضبارة! شكرًا لمطالعتك هذه الصفحة! |
جميع الحقوق محفوظة ©