-أ-
ما الذي أبقيتِهِ منكِ ومنّي،
غيرَ ذكرى العِطرِ
تبنيكِ سماءً من رؤايْ؟!
..//
آهِ، يا ليت سماءً تهطل الآن شذاها في عروقي
تشعلُ النبعَ المصفّى في أباريق بروقي،
ترتوي منكِ دهاقًا،
لحظةً، يا لحظةً واحدة فيكِ بدنيايَ،
وفيها: منك تمتدّ حياتي في حريقي!
أنتِ يا من قد تصفّى من بقايايَ بقايا من سماوات عروقِكْ!
..//
ليت، يا ليت بقلبي غير قلبي!
منه أمضَى، ينتضيني منكِ،
يجتذّ من الماضي المواضي/ الحاضرات/ اللاعجِات الآن فيهِ،
ترتوي منها شراييني بزيتٍ من قناديل شروقِكْ!
..//
ليتني أدري بترتيب المعاني في المباني،
كي أغنّي، بترانيم الأحاسيس العذارَى، البابليّات إذا تزهو ببابي،
كي أعيش العمرَ فنّي!
ليت أنّي..
ألتقيني فيّ/ فيكِ، عَوْسَجًا أو مَرْدَقُوْشا!
أنتقي ما في سحاب الصيف، إذ يطوي محيّاكِ إلى ساحات روحي،
أو إلى غيريَ تطويكِ انتقاءاتُ صروفكْ!
..//
ما عرفتُ الحبّ رَفّةْ!
إنما الحبُّ بقاموسي طيورٌ مبحراتٌ من مصيرٍ في مصيرْ!
سابحات في السديم الأوّل الغضّ الغزيرْ!
فهَبِيْ أن الهوى كان خيالاً، أو مُحالاً، أو خبالاً، أو خطيرْ
فلماذا تكسر الشمسُ سناها؟
تأكل الأُمّ ضناها؟
تُقفل الطيرُ صباحًا لَجّ في الأفق الكبيرْ؟!
..//
"لم يكن حُبًّا"، (تقولينَ)؟
أما كان وراء الحُبّ إلاّ منكرٌ يدعو نكيرْ؟!
ولماذا حبّنا الشرقيّ سيفٌ مُشْرِقُ الغُرّة ما بين التراقي والثغورْ؟!
راحل ما بين حاء "الحُـ../..بّ" والباءِ،
فإمّا... أو فكلاّ... لا يصيرْ؟!
.....................
ما الذي أبقيتِهِ منّي ومنكِ غير ذكرَى،
محض ذكرى من عبيرْ؟!
-ب-
أقفلِ القلب وغادِرْ!
إن هذا الحُبَّ غادِرْ!
لا تُبيحنّ لريح العشق بابًا، أيّها القلبُ،
تَعِشْ حُرًّا كريمًا، أو فعِشْ عبدًا أسيرْ!
..//
قال قلبي:
أتُرَى، إنْ لم يكن عشقٌ بقلبي، كيف أمحو دفتر الذكرى؟
وأمحو من حياتي لثغةَ الروحين صبحًا وعشيّا؟
كيف أُلغي من تراثي كلمةً تعني "صداقةْ"؟
لم أعد أسطيع تغييري من الداخل، كي أغدو جدارًا، أو رصيفًا، أو أداوي منطقيّات الحماقةْ!
فحصاد العمر شِعرٌ، وفصول الروح نهرٌ من شعورْ
وعلى مثليَ، هذي الأنفس الـ تختال ما بين المرايا،
من يمين الوقتِ لليُسرى تغنّي وتدورْ
جدّ صعبٌ فهمها، مهما يحاكيها خيالي، وعسيرٌ وصفها جدًّا عسيرْ!
..//
لم تعد ثم حكايةْ
إنما كل الحكايةْ:
أن قلبًا واحدًا، كان يراه واحدًا، نصفٌ تخلّى فجأةً، من دون إنذارٍ، وراحْ
ليته عاد كما كان، لطفلين سياميّينِ،
كانا بقيا قيد انفصال واتصّالٍ، وهْو- إنْ عاش، وإنْ مات- استراحْ!
إنه قلبٌ له شكلُ انحناءاتِ الثقافةْ:
حينما تخرقها الأعرافُ ترفوها السخافةْ!
تُلْهِمُ الإنسانَ كي يَغْدُوَ تنّينًا صغيرًا، وكبيرًا في الترائي،
مثلَ جُرذٍ، فرّ من ظِلِّهِ، ترميه أنابيبُ لأُخرى، ومطاميرُ لأُخرى،
ولقد تُدعى- كعادات الأُلى مرّوا بنفس الخطّ:
عاداتِ انتماءاتِ السريّ ابنِ السريّ ابنِ الأميرْ:
صفوةِ الأعراق طُرًّا، والمعالي، والمغازي، والضميرْ!
..//
ما الذي تعنيه في مخيال هذا وردةٌ، أو كِلْمةٌ، أو أغنياتٌ من حريرْ؟
ما الذي يعنيه: أنْ يعشق/ أنْ يُحرقَ/ أنْ يَذكرَ/ أنْ يُنكرَ/ أنْ يكتبَ/ أنْ يكذبَ؟
لا شيء! فغاباتٌ من الشهوات تعني عنده المعنى،
وتبقَى، رغم آلاف الدوالي، عنده: المعنى الأخيرْ!
..//
فاذهبي، عشتارُ،
إنّي أنا كلكامشُ، أحمي عشبَ أوروك من العشقِ،
ومن ثور السماءِ المستثار المستثيرْ!
وعِدي غيري بأنفاسكِ، ليلاً، قد عرفتُ الآن جهلي،
وكشفتُ الشمسَ للسارينَ في القلبِ الضريرْ!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مجلة "القافلة"، صفحة "ديوان الأمس ديوان اليوم"، (عدد سبتمبر- أكتوبر 2010، ص ص 75- 77).
|