هل يتفاعل مجلس الشورى مع هموم المواطن؟: شوريّات: إضبارة أ.د.عبدالله الفـَيفي



هل يتفاعل مجلس الشورى مع هموم المواطن؟


مجتمع الشورى:

الدكتور عبدالله بن أحمد الفَيْفي، عضو مجلس الشورى- عضو لجنة الشؤون الثقافية والإعلام والشباب في المجلس، ألقى مساء السبت 13 شعبان 1426هـ، ورقة بحث بعنوان "القصيدة الحديثة في السعودية على مشارف القرن الحادي العشرين: قراءة في اللغة والتصوير"، وذلك ضمن (مهرجان الوفاء: الأدب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله)، الذي يقيمه النادي الأدبي بالرياض: 13- 22/ 8/ 1426هـ.
كما يشارك في مساء السبت 20/ 8/ 1426هـ في ندوة كبرى يقيمها النادي الأدبي بمنطقة حائل، بمناسبة اليوم الوطني، بعنوان " النظرة الاستشرافية للعهد الجديد في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله".


هل يتفاعل مجلس الشورى مع هموم المواطن؟

يتساءل كثير من المواطنين عمّا يدور في مجلس الشورى، وهل يتفاعل أعضاؤه مع ما يدور في المجتمع من هموم تشغل المواطن؟
والواقع الذي قد يغيب عن كثيرين أن مجلس الشورى ليس بساحة مفتوحة للتداول العشوائي في هموم المجتمع والوطن، وإنما يتناول أعماله ضمن جداول عمل معدّة، وقضايا مطروحة للنقاش محدّدة، من خلال تقارير حكومية، أو أنظمة مقترحة، أو اتفاقيات دولية تنتظر التوقيع. وللمجلس من خلال المادة الثالثة والعشرين من نظامه صلاحية اقتراح بعض الأنظمة الجديدة أو التعديل في أنظمة سابقة.
في ثنايا هذه المسارات تدور مناقشات مستفيضة جدًّا، وتطرح رؤى كثيرة، ويقوم جدل طويل، يمتد أحيانًا حول موضوع واحد أسابيع عدّة، منذ عرض الموضوع على جلسات المجلس حتى إقراره والتصويت النهائي عليه. وتناقش في أثناء ذلك شتى المسائل المتعلّقة بمختلف هموم المواطن والوطن والدولة. إلاّ أن ذلك يظلّ في معظمه حبيس التغطية الإعلامية المحدودة، مغيّبًا عن سواد الناس، فيظنون أن المجلس لا يعبّر بعمق عن همومهم، ولا يناقشها ويسعى بكل جدٍّ إلى وضع الحلول المناسبة لها. ذلك أن وسائل الإعلام لدينا- مرئية ومقروءة- لا تظهر من ذلك إلا نتفًا منتقاة، ووفق معايير غير مفهومة. فالتلفاز لا يعرض أسبوعيًّا إلا ساعتين فقط من قرابة ثماني ساعات من جلسات المجلس، ناهيك عن أعمال اللجان المتعدّدة. أي أن ما يُعرض يعادل حوالى 25% فقط من أعمال المجلس. فتبتسر الآراء، ويحذف كثير منها. ولذلك نادى كثيرون بالنقل المباشر للجلسات، وإن تعذّر ذلك، فعلى الأقل نقل الجلسات مسجلة كاملة في فترات من الأسبوع، بمعدل ساعة وبضع دقائق يوميًّا. وأعتقد أنها ستكون مادة إعلامية مطلوبة ومشوقة، إعلاميًّا، وثقافيًّا، ووطنيًّا. أمّا الصحف، فمع كثرة مراسليها في المجلس، فإنها لا تنقل إلا أقل القليل، وفي جزئيات هامشية أحيانًا. بل إن هناك "انتقائية" ملحوظة فيما ينشر في الصحف، مع تغييب لبعض أصوات المجلس الفاعلة، وتركيز مستمر على أصوات أخرى. كل هذا يلغي الشفافية المطلوبة، ويتعارض مع توجّهات القيادة والمجلس نحو الشفافية والانفتاح على الناس. ومن ثم، فإن الكرة تبدو في ملعب الإعلام، الذي ينبغي له التخلص من تركات الخوف والتردّد والانتقاء.
والتواصل الإعلامي- لو تمّ- سيكون قناة اتصال بالجمهور، يعرف من خلالها الناس ما يدور في المجلس، ويعرف المجلس من خلالها صدى عمله لدى الناس، وردود آرائهم حياله. وهذا- بطبيعة الحال- لا يعفي المجلس بدوره من ضرورة التعرّف المباشر على هموم المجتمع، وإيجاد وسيلة فرديّة أو جماعيّة لذلك؛ كي يأخذ ذلك مجراه من مناقشة أي موضوع، وحتى لا يظل الأمر خاضعًا للتخمين أو الاجتهاد.

د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي
( عضو مجلس الشورى – الأستاذ بجامعة الملك سعود )
شعبان- رمضان 1426هـ



للتعليق على الموضوع: اذهب إلى ساحة نقاش الإضبارة!

شكرًا لاطّلاعك على هذه الصفحة!

جميع الحقوق محفوظة ©