لقد كشفت الزيارة التي قام بها وفدٌ من مجلس الشورى برئاسة معالي رئيس المجلس إلى جمهورية إندونيسيا الشقيقة، في المحرم 1427هـ، عن مدى ما تشكّله العلاقات بين المملكة وإندونيسيا من عمق استراتيجيّ مهم للبلدين، حريّ بأن يسهم في تعضيد مكانتهما معًا، على المستوى الإسلامي والدولي. ويمكن هنا أن يُشار إلى جملة نقاط نراها ضرورية في سبيل تعزيز العلاقات بين الجانبين:
1) تفعيل الاتفاقيات التعليمية والثقافية بين الطرفين؛ وذلك لخصوصية العلاقات التاريخية بين الدولتين والشعبين، على المستوى العربي والإسلامي؛ ولأن البعد المعرفي هو الركيزة الأولى في أدبيات العلاقات الحضارية الأخرى، اقتصادية وسياسية.
2) النظر في تخصيص منح دراسية في الجامعات السعودية للطلبة الإندونيسيين، طلابًا وطالبات، تتناسب وأهمية إندونيسيا إسلاميًّا ودوليًّا؛ ولما يمثّله ذلك من جسر استراتيجي بين الدولتين والشعبين.
3) العمل على تطوير موقع أكاديمية الحرمين السعودية الإسلامية في إندونيسيا، من حيث توسيع مبناها وتحسين مرافقها، ودعم إمكانياتها التعليمية كافة، بما يتلاءم مع اسم أكاديميةٍ كتلك، تمثل واجهة للمملكة، وتنهض بدورها في تعليم أبناء وبنات السلك الدبلوماسي وغيرهم في ذلك البلد العملاق.
4) تكثيف الزيارات وتبادل الخبرات بين الجانبين، على مختلف الأصعدة، بما يعود عليهما بالمصالح المشتركة، التي تأتي في طليعتها فتح أبواب الاستثمار الواعدة جدًّا بين البلدين.
5) مدّ جسور التعاون المادي والمعنوي بين المملكة وإندونيسيا، على المستوى الرسمي والشعبي، ولاسيما في ظلّ تكثيف الحملات التنصيرية والسياسية على دولة إندونيسيا، بالنظر إلى إدراك مكانتها الإستراتيجية العظيمة في العالم الإسلامي، لا من حيث كونها أكبر دولة إسلامية في كثافة سكانها فحسب- حيث يبلغ سكانها حوالى 212 مليون نسمة، 90% منهم مسلمون- ولكن أيضًا من حيث موقعها الجغرافي المتميّز، ومكانتها الاقتصادية الناهضة، وشعبها الحيوي، المؤهّل لمستقبل حضاري، لا يقل عمّا تشهده النمور الآسيوية المجاورة، إن لم يفقها.
د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي
( عضو مجلس الشورى )
23 محرم 1427هـ
|