مداخلة في حضور وزير الثقافة والإعلام إلى الشورى: شوريّات: إضبارة أ.د.عبدالله الفـَيفي



مداخلة في حضور وزير الثقافة والإعلام إلى الشورى، 1429هـ


مداخلة مساءلات في حضور وزير الثقافة والإعلام إلى الشورى، الأستاذ إياد مدني، محرم 1429هـ:
س1) لقد كان المأمّل في الخطوات الإصلاحية الراهنة لشأن النوادي الأدبية أن تُمنح من الاهتمام ما تُمنحه النوادي الرياضية، بحيث تتحول إلى مؤسسات ثقافية فاعلةٍ ومستمرّة، لا أن تظلّ موسميّة العطاء. ومن جانب آخر، كان المتوقّع في إصلاحات وزارة الثقافة والإعلام الأخيرة أن تسعى إلى تحويل النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون إلى مراكز ثقافيةٍ وفكرية متكاملة، لا منحصرة في الشأن الأدبي، ولا تعزل الفنّ والثقافة عن الأدب. فإلى أين سنصنف المسرح السعودي مثلاً، إن كان هناك مسرح سعودي، أ هو أدب، أم فنّ؟ ومن ثمّ هل يتبع النوادي الأدبية أم يتبع جمعيات الثقافة والفنون، أم يضيع بينهما، في ظلّ تنازع الصلاحيّات القائم منذ تأسست النوادي الأدبية وجمعيّات الثقافة والفنون؟! سؤالي- يا معالي الوزير- ألا ترون أن الثقافة هي بنية لا تقبل القسمة التي تشهدها لدينا، وأن المراكز الثقافية الاجتماعية هي خيارنا المقبل؟
س2) لعل المرأة السعودية ليست وحدها البعيدةَ عن الأندية الأدبية، بل الرجل السعودي أيضًا بعيد، والشباب بعيدون، ولن نقول: "مبعدين"! والسبب نمطيّةُ المعطى، أو دورانه في ما أغنت عنه اليوم قنوات اتصالٍ ثقافيةٌ أخرى. كما أن من اللافت أن لا يكون في بعض النوادي الأدبية قاعات لحضور النساء، بعد كل تلك العقود منذ تأسيس النوادي، وأن بعض نشاطات النوادي لا مكان مناسبًا لها في مرافق النادي، بل تؤخذ إلى خارجه! فهل ستشهد النوادي تحسينَ واقعها هذا؟
س3) نقد النوادي الأدبية لا يقلّل ممّا قدمته في المرحلة السالفة، ومن ذلك طباعة كتب، أو عقد لقاءات أدبية وثقافية. ألا ترون أنه ما لم تكن للنوادي الأدبية قدرتها الذاتية على (نشر مطبوعاتها وتوزيعها).. فإن مستقبل عطاءاتها سيظل يكتنفه الغموض؟
س4) بضمّ الشأن الثقافي إلى وزارة الإعلام، تفاءل الكثيرون بأن الثقافة ستُمنح قناة فضائيّة، ولاسيما بعد حركة الإصلاح الفكري، ونشوء الحوار الوطني، والمناداة بأن لا تكون معالجة التطرّف والغلو أَمْنِيَّة فحسب، بل قبل ذلك ومع ذلك يجب أن تكون ثقافيّةً فكريّة. ألا ترون أنه قد آن أن تكون لنا قناة تلفازيّة ثقافيّة، تسعى إلى الأهداف الاستراتيجية الوطنية المشار إليها، كما يمكن أن توصل صوتنا الثقافي إلى العالم، وبدرجة أكثر نجاعة وأقلّ كلفة من إقامة الأسابيع الثقافيّة؟


د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي
( عضو مجلس الشورى )
24/ 1/ 1429هـ



للتعليق على الموضوع: اذهب إلى ساحة نقاش الإضبارة!

شكرًا لاطّلاعك على هذه الصفحة!

جميع الحقوق محفوظة ©