سني سيفي يورم!:2.قصائد:إضبارة د.عبدالله الفـَيفي http://alfaify.cjb.net



سني سيفي يورم!

( إلى : و. ش. )

شِعر: أ.د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي


1

أَرْجِيْلَةُ التُّـفَّاحِ، يا أَنـْتِ،
ضَبَابٌ..
فَاهَ بالأَشْهَى مِنَ العِطْرِ بأَنـْفاسِكِ،
يا سَيِّدَةَ المَعْنَى،
.. وإِنِّي والِهُ النَّايَاتِ،
سَكْرَى الرُّوْحُ مِنْ أَنفاسِكِ الرَّيَّا بِتُفَّاحِ المَقاهي،
تَنْفُثُ الغَيْـمَاتِ دَهْرًا مِنْ حَنِـيْنْ!
/
إلى مَتَى وآدَمٌ أَرْجِيْلَةُ التُّفَّاحِ، يا حَوَّاءَهُ؟!
وأَنـْتِ نَكْهَةُ الضُّحَى تَلُفُّ رَأْسَ (رَسْبُوْتِـيْنْ)؟!
كَكِلْيُوبَتْرا تَرْتَقِيْنَ عِطْرَكِ الثَّرِيَّ،
وَيْلَ (أَنْطُـنْـيُوْ) مِنَ الفُتُوْنِ،
والجُنُوْنِ،
يا أُسطورةَ النِّساءِ،
وَيْلَهُ..
مِنَ الرُّقَى التي نَسَجْتِ في حَكايا الياسَمينْ!

2

قُلْتِ:
تَذَكَّرْتُكَ، يا رُوحِيْ، فأَيْنَكْ؟
أَيـْنِـيْ؟!
أَنا دَوَّامَةُ الدُّخَّانِ دَاخَتْ فِيْكِ،
أو جُنَّتْ،
وتَعْلُوْ الآنَ في شَوْقِ الفَراديسِ؛
فأَنـْتِ جَنَّـةُ الـمَأْوَى وقد نِلْتُ الشَّهادَةْ!

3

تَقُوْلُ ليْ حَبيبتي:
ماذا فَعَلْتَ في الغِيابِ؟
أَيْنَ رُحْتَ؟
أَيْنَ جِئْتَ؟
مَنْ رَأَيْتَ؟ أو عَرَفْتَ؟
لا تَخـَـفْ،
تَعالَ، بُحْ، يا طِفْلَ قَلْبيَ الـيَـتِـيمْ!
فقُلْتُ، يا حَبيبتي:
وهل رَأَيْتِ الشَّمْسَ غابتْ قَطُّ هاهُنا؟!
صَحراؤُكِ أنا،
وأَنـْتِ الشَّمسُ،
تَغْزِلُ النَّهارَ جَنَّـتَـيْنِ عَنْ يَمِيْنٍ وشِمالٍ في سَبَـأْ ..
ولا تَنامُ في اللَّياليْ الشَّامِيَـةْ!

4

«سِنِـيْ سِفِيْ يُورم!»
...
تُرْكِـيَّـةً، تَعني: «أُحِبُّكَ!»..
«أُحِبُّكَ!».. هُنا عَرَفْتُها،
كَيْ أَنـْـتَـشِـيْ بِهَمْسِها إِلَيْكَ، يا حَبِيْـبَها،
وما عَرَفْتُ غَيْرَها،
مِن شانِكَ اللُّغاتُ أَنْبَتَتْ زَيْتُوْنَها،
ووَرْدَها،
والياسَمينُ فارَ عِطْرُهُ بِناهِدَيْ!

5

زُرْتُ (جَزيرةَ الأَميراتِ)..
تَقُوْلُ المَلِكَةْ..
فَقُلْتُ: ضُمِّيها إلى الجَزائرِ التي مَلَكْتِ، يا مَليكتي؛
لِكَيْ تُؤَسِّسِيْ عَواصِمَ الشَّذَا،
وجَنَّـةَ النَّدَى،
ودَوْلَـةَ المَحَبَّـةِ الهَتُوْنْ!

6

(...) يا أَنـْتِ، يا سِفْرَ النِّساءِ في امرأةْ!
فِيْكِ الجَمالُ يَلْتَـقِـيْ..
كُلُّ الإِناثِ تَلْتَـقِـيْ..
كُلُّ البِلادِ تَلْتَـقِـيْ..
تُكَوِّنِيْنَ عالـَمـًا لا يَعْرِفُ الحُدُوْدَ؛
عالـَمـًا مَداهُ في دَمِيْ،
وفي يَدَيْكِ- وَحْدَكِ- مِفْتاحُ بابِ العاصِمَةْ!
...
ومَنطِقُ الطَّيْرِ انتهَى إِلَيْكِ، لا إِلَـيَّ، عِلْمُهُ،
فليسَ عِنْدِيْ هُدْهُدٌ،
ولستُ عِفْرِيْـتًا مِنَ الجِنِّ أنا،
ل?كنَّ عَرْشَكِ الشَّهِيَّ جاءَ،
صَرْحُهُ المُعَطَّرُ العُيُوْنِ والشِّفاهِ،
والُممَرَّدُ الحُرُوْفِ مِنْ شَهْدِ (المُـنَى)..
أَتَى إِلَـيَّ هاهُنا؛
فأَنـْتِ أَنـْتِ.. لا سِواكِ.. في البِلادِ الحاكِمَةْ!

7

ذَهَبْتُ لِلتَّسَوُّقِ..
تَقُوْلُ: ماذا أَشْتَرِيْ، هَدِيَّـةً لِـحُبِّنا؟
فقُلْتُ: «أَنـْتِ!»
إِنْ وَجَدْتِكِ، اشْتَرِيْكِ!
ليسَ أَغْلَى مِنْكِ.. يا هَدِيَّـةَ السَّماءِ لِلوُجُوْدْ!

8

غَدًا مَساءً، إذْ تَدُقُّ الثَّامِنَـةْ..
أَكُوْنُ في الـمَطارِ،
هل تَجِـيْءُ؟ أَمْ...
يا طِـيْبَ هـ?ذي الأَرضِ والسَّماءِ،
يا نَوَّارَةَ الحَدَقْ!
بَعْضُ السُّؤالِ فِتْـنَـةٌ،
وبَعْضُهُ جَمْـرُ الفِرَاقِ في مَجامِرِ الأَرَقْ!
أَخْشَى على المَطارِ أَنْ يَطِـيْرَ حِيْنَ نَلْتَقِـيْ..
أو في هَوانا كُلُّ صَالاتِ المَطارِ تَحْتَرِقْ!

9

وَصَلْتُ للمَطارِ، يا أَنا!
...
هَلَّ المَلاكُ..
أَشْرَقَتْ كُلُّ العُيُوْنِ..
ثَارَ نَبْعُ النُّوْرِ في شَرايِيْنِ الكَمانِ،
دارَ الكَوْنُ دَوْرَةَ الفَواكِهِ المُعَـتَّـقَةْ!
عِطرٌ سَرَى..
وَجْدٌ جَرَى..
يا هل تَـرَى..
مَنِ التي أَعادتِ الرَّبِيْعَ لِلقُرَى؟
هِيَ..
هِيَ..
حَبيبتي، (...)؛
فالكَوْكَبُ الأَرْضِيُّ ليسَ يَسْتَحِيْلُ جَوْهَرَا،
إلَّا إذا تَكَهْرَبَتْ بِمَسِّ رِجْلِها تَرائِبُ الثَّرَى!
أَهْلًا، حَبيبتي!
فَكُلُّ ذَرَّةٍ هُنا تَـمُدُّ كَفًّا، أو تَـرُشُّ عَنْبَرَا
عَادَتْ عُيُوْنُ صُبْحِنا لِشَمْسِها..
واستَيْقَظَتْ على نَداكِ في الفُؤادِ أَنْهُـرَا!
هُنا سَبَأْ..
هُنا ابْتِداءُ مَـمْلَكَاتِ الحاكِمِ الرَّشَأْ!
فَهَيِّـئُوا الجُيُوْشَ مِنْ نَدَى الوُرُوْدْ..
ولْتَرْفَعُوا البُنُوْدَ في السَّماءِ كَوْثَرَا!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* صحيفة "الراي" الكويتية، الخميس 14 نوفمبر 2013، ص35.
http://www.alraimedia.com/Resources/PdfPages/AlRAI/D9EEAB06-060F-4D13-AA6E-E422E53E5170/P35.pdf






شكراً لزيارتك هذه الصفحة!

جميع الحقوق محفوظة ©