فارق التوقيت بين غرناطة
ومجريط
إذا لم تستطعْ شيئًا فخُذْهُ ،
2. البارحة هنا وقفتُ البارحهْ .. هنا وقفتِ البارحهْ.. والبارحاتُ مرّتْ يا حبيبتي .. والحُبُّ مرْ كأغنياتِ مِعْوَلٍ تسيلُ في مدارجِ الفَضاءْ عَطْشَى تَشِيْمُ دمعةَ الـ(دّ)ماءْ.. أقلتُ "ماء" أم "(د)ماءْ"؟! ففي مَدَى الدالِ تدولُ بيننا الدُّوَلْ وكالغِناءِ في الصَّباحِ يولدُ العَناءُ في المساءْ وثَمَّ دالٌ تَرشُقُ الحياةَ دائمًا بلثْمَةِ الفَنَاءْ ............................................. لا شيءَ هاهنا يَعِيْ التفافَ العُمْرِ في مساربِ الشَّجَنْ لا شيءَ يا حبيبتي إلا أنا.. إلا أنا.
وأنتِ يا حبيبتي وجذوة الوقتِ المقيمِ بيننا.. وذاك الشعر والوطَنْ.. خرائطُ الفِتَنْ!
لا شيءَ يا حبيبتي يردّ شيئًا لم يَشَأْ ولم يَحِنْ لا شيءَ يا حبيبتي يردّ شيئًا لم نَشَأْ ولم نُرِدْ له بأنْ يَحِيْنْ ولم نَحِنَّ، نحنُ، يا حبيبتي، نَحِنّ، نحنُ، يا حبيبتي، لهُ بأنْ يحينْ ليَشْرَئِبَّ من دفاترِ السنينِ غُصْنـُهُ.. لو بَعْدِ حينْ ........................................ وآهِ يا حبيبتي لو تعلمينَ.. آهِ يا حبيبتي لو تعلمينْ! فكلما رأيتُ شال هذا النهرِ ينثني على الضياءْ والآبنوسُ غيمتانِ حفَّتا الرخامَ كالجنينْ وطافت الأناملُ الحريرُ تغزلُ المساءْ كحُمْرَةٍ يذوبُها في القُبلةِ الأولى مهاجرٌ حزينْ وبين راحتيكِ نامتْ أحجياتُ الحُبِّ والغِناءْ والوجدُ راحَ يبتني على النسيمِ مَوْعِدَهْ وحدَّثَتْني من جديدٍ قولهَا غيرَ المُباحْ روائحُ الخُزامِ والبَشَامِ والأقاحْ.. شظّتْ مرايا الليلِ فيكِ ن/ ش/ و/ ةُ ا/ ل/ ص/ ب/ ا/ حْ ودَوَّمَتْ تجاعيدُ الثوانيْ ب . ا . ر . ح . هْ
! ! !
مُدَّ دمَكْ لستَ تُصافحُ إلا يَدَكْ لستَ تُصافحُ إلا دَمَكْ
مُدَّ جداولَ أدمعٍ ودَمٍ تَغَشَّى مِعْصَمَكْ كم في بناناتكَ أطفالاً يضجُّونَ.. وكمْ في راحتيكَ يإنَّ قتلَى وثكالَى.. مُدَّها.. مُدَّ دمَكْ.. ما أعدلكْ! ...................... تدعو لكَ السُّجُونُ والسهلُ والحُزُونُ والمسجدُ المَصُونُ وموتُنا الفُنُونُ: أنْ ينصرُكْ مُدَّ دَمَكْ .................................
4. فارق التوقيت بين عِِذْقِ النخلةِ الأُولى ومَوْجاتِ الإذاعَةْ ونُخيلاتٍ تهاوَى.. فارقُ التوقيتِ ساعَةْ مثل ما أَنْكَرَ- رُغمي- سيفيَ الهنديْ التِماعَهْ أَنْكَرَ النخلُ صباحًا في ثَرَى العَيْنِ ارتفاعَهْ شَطُّهُ الأقصَى تَعَرَّى شَطْرُهُ الأَدْنَى مَجاعَةْ أيُّ صُبْحٍ دَجَّنَ النَّخْلَ زُرافاتٍ ورَاعَهْ مَنْ تُراهُ- يا رفيقي- باعَ نَخْلَ العُمْرِ باعَهْ؟ صَفْقَةٌ ما بعدَها للناسِ في السُوقِ بِضاعَةْ يا خريفَ العُمْرِ لا بُوركتَ نخلاً من وَضاعَةْ ليتني ما عشتُ يومي.. لا، ولم أُدركْ سماعَهْ صفحة سوداء حسبي من سوادٍ في نَصَاعَةْ سطرُها الأوَّلُ كِذْبٌ سَطْرُها الثاني لَكَاعَةْ - هل لهذي الحالِ حَلٌّ؟ قلْ لنا يا ذا البَراعَةْ - حينما تُنتزعُ الذَّاتُ من الذَّاتِ انتزاعَةْ قلْ على الدنيا سَلامٌ كُلُّ معنًى كالفُقاعَةْ كُلُّ حَرْفٍ يصحو شَمْشُوْنًا، فمَنْ يَلْوِي ذِراعَهْ؟
يرتدي التلمودَ "بِشْـتًا" ويُصَلِّي بالجَماعَـةْ!
5. صوت ما أسمعُهُ .. هل يسمعُني؟ همسًا يستلّكِ من شمسي يستلّكِ من أمسي فيضيءُ دمي طيرًا من كلْماتِ الفيدا/ الإنجيلِ/ القرآنِ "الأصليِّ" برفّتهِ تتوارَى صفرةُ صوتي أجنحتي الكَسْلَى تعشوشبُ أغنيةً حُوْرِيَّةْ إذ ترقنُ بينَ حنايا الروحِ معادلةً فَجْرِيَّةْ لغةً أخرى تلكَ.. هاتي لغتي الأولَى ال تبني نخلي الطولَى حرفًا حرفًا رقْمًا رقْمًا في ضَحْوَةِ يومٍ لا يَتَجَلْبَبُ ألوانًا قَزَحِيَّهْ ... ها إنّي أسمعُهُ .. أو لا.. مَنْ يسمعُهُ؟.. فأنا في ماءِ الساعةِ مغموسٌ..
لكني أسمعُهُ: ذئباً يتخلّقُ من جوعي الحافي يعوي بكِ فيَّ ويلعق في صوتي دَمَهُ ليحيل الليلَ نهارا ويردّ الهَجْعَةَ نارا ويَسُدُّ الأفْقَ مَحارا ... إفروديتُ،
ها إنّي أسمعكِ..
فإلى مَ وربِّكِ أُصْغِي وَحْدِي يَكْلَحُ في وَجْهي وَجْهُ الليلِ.. تتراقصُ قُدَّامي أُنثَى الغُوْلِ .......................... "أما أنفكَّ مُتَّكِئًا عليها لأنظُرَ مصبحًا ماذا أتاني، إذا عينانِ في رأسٍ قبيحٍ
كرأسِ الهِرِّ مشقوقِ اللِّسانِ؟!" وكهامةِ أمسي هامةُ رأسي تَعْوِي: اسقوني!.. اسقوني!.. اسقوني!..
يرتدُّ الصوتُ .. تُناديني: اسقوني!.. اسقوني!.. من لي؟! لا ماءَ اليومَ ولا خمرا لا خمرَ اليومَ ولا أمرا
لكني أسمعُهُ / أو أني أسمعني؟!.. من خَلْفِ فَحِيْحِ السَّدِّ.. من بينَ صَهِيْلِ الرَّدِّ.. وعلى الجدرانِ، يُوَقِّعُ لَحْـنًا مَبْحُوْحا وأكادُ أَرَى.. لفتاتٍ منهُ تَراني! تَصْفُوْ بين دمي وفمي حِبْراً أخضرْ شلاّلاً عِطْرِيًّا ما ضمَّتْ – يا أنتِ- في ثورته كغدائركِ الفِتْنَهْ كسنابلَ من ذَهَبِ النَّجْوَى ماجتْ تتساءلُ في قلمي ..
يا لؤلؤتي،
ها إني أسمعُكِ! صَوْتًا كَثًّا كالرَّغْوَةِ يَغْشَاني كُلّي يصحو من كُلِّ مساماتِ النَّمْلِ بشتاءِ الأريافِ الباكي صيفَ المُدُنِ! ...
ها إني الآنَ بصوتي أسمعُكِ! إني.. ريحًا تجري بدمائي لكنّي.. أخشَى أنْ لا تأتي.. أبدًا.. أو أنْ تأتي إذْ لستُ أراكْ!
.............. الرياض ، 1994- 2004م |
شكراً
لقراءتك هذه القصيدة !
أنت
القارئ رقم:
FastCounter by bCentral
جميع الحقوق محفوظة ©