صـباح الوطـن !:2.قصائد:إضبارة د. عبدالله الفـَيفي http://www.alfaify.cjb.net

 

صـباح الوطـن !


صباح القوافي .. صباح الوَطَـنْ

صباح الخيولِ / السّيُوْلِ / الهَتَنْ

صباحـات بِيْـدٍ عَرِقْنَ طَوِيْـلاً

لِيَنْـبُتَ  بَعْدَ المِطـَالِ الزَّمَـنْ

وجُعْنَ .. حَفِيْنَ.. عَرِيْنَ.. انتظارًا

لـتُورِقَ من جِلْدِهِـنَّ المُـدُنْ

تَمُـرُّ اللَّيـالي  بِغَـيْرِ الْتِيـَالٍ

عليهِنَّ  مَـرَّ  الجَهـامِ الحـزنْ

زَمانًا يَدُوْرُ.. زمانـًا .. وجِيْـلاً

بجِيْلٍ.. رحيْلاً.. رَحًى من فِتـَنْ

تَمُوتُ الحياةُ وتَحْيا..وهذي الـ

ـفلاةُ  فَنـاءُ الحيـاةِ اليَفَـنْ

إذا الرِّيْحُ هَبَّتْ شَـمالاً  تَمَطَّتْ

ريـاحُ  الشَّمَالِ برِيْحِ الإِحَـنْ

وإنْ هَبَّتِ الرِّيْحُ ذاتَ الجَنُـوبِ

تَنَهَّدَتِ الرِّيْحُ  بَـرْدَ الشَّجَـنْ

وإمَّا الصَّـبا عانَقَـتْها الدَّبُـوْرُ

تَدافَعَ كَـأْسُ الثَّرَى  وارْجَحَنْ

زمانًا.. زمانًا ..  وتابَ الزمـانُ

وثابَ وليدًا غَضِيْضَ  الغَضَـنْ

*     *     *

 

وُلِدْنا كما يُوْلَـدُ النـاسُ  لمَـَّا

أرَدْنـا الحيـاةَ حيـاةً .. ومَنْ

يُرِدْهـا حيـاةً، تُـرِدْهُ، كمـا

يُعـاتِبُ يُبْسَ  السَّـماءِ الفَنَنْ

*     *     *

 

أَتَى ذاتَ صَحْوٍ  جَـوَادٌ  أتانـا

بوَعْدٍ  كَوَعْدِ المُـزُوْنِ انْهَـتَنْ

فدارتْ خُيُـولُ القبيـلةِ نهـدًا

منَ الضَّوْءِ  عَبْلَ الخُطَى والرَّسَنْ

يَمُدُّ جَناحَيْـهِ شَرْقًا  وغَرْبـًا ..

إلى الشَّامِ  طَوْرًا  وطَوْرًا يَمَـنْ

يُسـافِرُ  في ذاتِـهِ  يَسْـتَبيهـا

ومنـهُ إليـهِ يُسَـاقُ الثَّمَـنْ

تَعَـرَّفَ في رِحْـلَةِ  المُستحـيْلِ

بأنَّ المطـايـا ثَرَى مَنْ ظَـعَنْ

وأنَّ السمـاءَ لِمَنْ يَحْـتَبِيْهـا

وأنَّ  شَـظايا  الدِّيـَارِ السَّكَنْ

وأنَّ التَّـشَـرْذُمَ وَلَّـى وأَزْرَى

                     بِعِبْءِ  السِّـنِيْنِ جَحِيْمُ  الكَفَنْ

تَرَبَّـعَ  فارسُـها ناظـريْـهـا

فَغَـاضَ  ظَماها  وفاضَ العَطَنْ

تَرَبَّـعَ  فارسُـها  صَهْوَتَـيْهـا

فصارَ  الحِصانَ  ومـاءَ  الوَطَنْ

كذاك المَوَاطِـنُ تُـبْنَى غِمَـارًا

بِرغمِ المَـنايا وطَـمْيِ المِحَـنْ

*     *     *

 

على سـاعِدَيْها نَلُـفُّ صِـبانا

لتَبْقَى الصَّفَاءَ  تَحَـدَّى  الأَسَنْ

نُحَـوِّرُ فَجْـرًا سَـنَا مُقْلَتَيْـها

بِماءِ القُلُوبِ /  البَيَاضِ / اللَّبَنْ

لتَحْيَا انْتِفاضًا..فَتًى..ليس يَرْضَى

مَوَاطِـئَ غَيْرَ الذُّرَى أو سَـنَنْ

وإِلاَّ.. فيـا ضَيْعَـةَ الزَّرْعِ.. إمَّا

يُسَـنْبِلُ  نـارًا  وجُـوْعًا وأَنْ

*     *     *

 

صباح القوافي .. صَهِيْلَ الوَطَـنْ

صباحات خَيْلٍ.. وسَيْفٍ.. وفَنْ

صباحـات بِيْـدٍ عَرِقْنَ طَوِيْـلاً

لِيَنْـبُتَ  بَعْدَ المِطـَالِ الزَّمَـنْ

 

... لِيَنْـبُتَ بَعْدَ المِطـَالِ الزَّمَـنْ !
 

الرياض، 1995 م

 

شكراً لقراءتك هذه القصيدة !

أنت القارئ رقم:

FastCounter by bCentral

جميع الحقوق محفوظة ©