زفرات أخرى من سفر أيوب! ( 1 ) للّيل خيلُ هبوبٍ وللسّارياتِ تَقِيَّهْ... لشُجونِ القَوْلِ بَقِيَّهْ!" ...
( 2 ) بياضُ الأنوثةِ وعْدْ وتلويحُ نَهْدٍ لنَهْدْ وأنفاسُ حِبّكَ دَفْأَى تَنُوْشُكَ وَصْلاً يَنِيْعًا وكاذيَّ بُشْرَى وكأسَيْ حليبْ كعَيني حبيبٍ تُناغي حبيبْ
مساءٌ يجوس دوارَ مساءْ وشرفةُ صيفٍ على الضِّفتينِ تسرّحُ دِفْءَ صُدَيْرِيَّةٍ مِنْ غِناءْ كنَهْرٍ من الفُلِّ عَذْبًا صقيلا يخطُّ اشتهاءَ الثَّرَى باشتهاءْ ويحتكرُ العُمْرَ جِيْلاً فجِيْلا بِنَوٍّ كريمْ من النار فينا يُساقطُ كلّ سياجِ الحِجَى والتأسّي وماءٍ عقيمْ يُساقطُ فوقَ خدودِ الرِّمالِ دموعاً نخيلا نخيلاً تَقَامَأَ حتى استحالَ حروفَ اكتئابٍ كسالَى وَعِذْقَيْ غَبَاءْ أصيلاً وآخرَ يبدو جديدَ الجَناءْ وبينهما نفحةُ الوَجْدِ فينا تَغَشَّى بـِوَجْدْ "عرايا" دخلنا إلى النائباتِ.. "عرايا" نعودْ والـ سيكونْ من الانتظار سَمُوْمُ عُيُونْ وبرقٌ ورَعْدْ
يقايض وَغْداً ووَقْدْ يقايض مِنْجَلْ بنجلاءَ تمشي الهُوَيْـنَى وإنّ وأنّ برُبّ وقَدْ وكفًّا على الريحِ تُلقي زِماماً وتُؤوي إليها بَدَدْ
غدائرُ وقتكَ مستشزراتٌ تضلّ المَدَارَى بها راتعاتٌ بحُلْمٍ ووَهْمٍ وظُلْمٍ وحِقْدْ وَدَعْ شِقْفَةَ الصَّبْرِ تَحْتَكُّ في لا مَحَكَّ فجِلْدُ زمانكَ لم يَرَ هُدْبُ الصَّبَاحِ مكانًا لقرحكَ فيهِ ولا جِلْدَ كيما يُفَدَّى بـِجـِلْدْ
خَزَايا خَرَجْنا من النائباتِ.. خزايا نعودْ وأحزانُنا ملءُ هذا الوُجُودْ ...
أَحـَـبُّوا كحُبِّكَ تفاحةَ الموتِ ومَجْدْ
وَصْلاً وهَجْراً يُطِلُّ على كلماتِ الزمانِ الشَّقِيَّةِ عِشْقًا يَظَلُّ يهاجر بين حطامِ الموانئِ شوقًا وشوكاً وبَيْتاً وبَيْناً وصَدْراً وصَدّْ
ستشربُ نيزكَ قافيةٍ من نِصَالِ العَشَايا لتُعْشِبَ في مقلتيكَ نيازكَ سُهْدْ لشامٍ يَكُوْسُ جنوباً وقبلةِ شَعْبٍ شمالاً تُهَدّْ تُشَقّق ظلماءَها بعيونِ الضحايا الشهيدةِ فيها تضيءُ حروفاً تَرِفُّ صُروفاً تسافر في جَسَدِ الصَّبَواتِ لتَفْتَحَ في خاطرِ الموتِ باباً خَضِيْلا يعارضُ تَيَّارَ نهرٍ صَبِيٍّ بتيّارِ نهرٍ جَمَدْ
يمامةَ ذِكْرَى وأزهارَ دِفْلـَى وفجراً صَبُوحًا ولا بُدَّ ممّا غَدَا في يديها ولا بُدَّ ممّا.. غَدَا وهْو غَدْ
من الحاملاتِ من الجارياتِ بما توعدون تَوَكَّأَ ظَهْرَ النهارِ العجوزِ – الوَلَدْ:
أ عندكَ رَدْ؟:
أين الطريقُ إلى حيث يسكن هذا الضياءُ عيونَ الظباءِ ويغمر بـ"الله أكبرُ" غيظَ المساجدِ وا غَبَشًا من طيورِ الأذانْ تفجَّرَ "خيراً من النومِ" "خيراً من اليومِ" يوماً تصلّي وجوهُ عَروبة فيه بوجه الأحَدْ
في أرض عُوْصَ شؤونُ المدائنِ ناحتْ تُغـَنـّي وملء غمامةِ فيها بملءِ غمامةِ فِيّ على النــَّصْبِ لحناً شبيهاً بلحني:
أ عندكَ رَدْ؟:
أعناقُ نارِ الحِرارِ القديمةِ دارتْ تعانقُ في صفحاتِ صباحكَ حِبْرَ الجديدِ وشمسَ الأَجَدّْ
تَخَطَّفُ في عَبْسَ داراً فدارا وما إنْ لها خالدُ بنُ سِنـَانْ
وَشْمُ التَّحالفِ عاراً فعارا بكلِّ غموضِ الجراحِ البَيَانْ بجمر الوَرِيْدِ بصرخةِ دمع الوَلِيْدِ تَصَلَّتْ خُطَاهُ بـِرَمْضَايَ نارا
وما لي يدانْ
مَنْ لي بدمعة ماءٍ ومَنْ لي بـِيَدْ
بأخدودِ هذا الزمانْ ببردِ الخليلِ الوقودِ الأشَدّْ
في عروقِ المكانْ تُمَوْقِعُنِيْ في دخانِ التمنـّي: أ عندكَ فَهْمٌ أ عندكَ وَهْمٌ أ عندكَ رَدْ؟:
أ ثَمَّةَ يَبْقَى بثوبِ الحريقِ قَمِيْصٌ وَقـَدّ؟ يواري بعينكِ سَوْأةَ هذي الأثافي أ يَبْقَى على الأُفْقِ ثَمَّةَ أُفْقٌ وَمَدّْ ؟
تطيرُ النوارسْ
( 3 )
( 4 ) - "لا .. ما لكَ من سجن التاريخ بصدركَ من مَنْجَى.. غيرَ السِّجْنِ!.. فلتتبعني!" … قال الوقتُ.. ومضى يَسْـتَلُّ خَناجِرَهُ في صَدري
أيّ هوادج تحملها فيكَ الأيامْ؟! أم أيّ ظعائنَ أيّ طعائنَ أيّ عظامْ!"
قال الوقتُ.. ومَضَى يَسْتَنُّ دياجيرَ الأقلامْ..
يُمْلِيْ:
وأخطُّ على شفتيها نَوْرَسَةَ العنوانْ.. …
فاكتبْهُ تستيقظْ رائحةُ السَّلْوَى وتَعُبُّكَ ذاكرةُ النسيانْ
اكتبْهُ حِرْزاً.. نقشًا بركانيـًّا.. واحملْهُ.. كلؤلؤة الأعشى الزهراءِ تعانقْ بوصلةَ الإيمانْ"
- "لا.. ليس مداكَ مَدَى الرُّؤْيا لا.. ليس زمانكَ هيلمةَ الأحلامْ حيث الطَّيفُ البودليريُّ القنّاصُ ضُحًى نبضَ الأقدامْ . . . سيفًا.. سيفًا حرفاً.. حرفا"
قال الوقتُ..
- "كيما تجتاح بعمركَ عُمْراً آخَرَ طفلاً ما بكَ يجري فِيَّ بشارةَ بدءٍ كي تجري بي فيكَ بشارةُ هذا الإنسانْ" . . .
( 5 )
الرياض ، 1419هـ |
شكراً
لقراءتك هذه القصيدة !
أنت
القارئ رقم:
FastCounter by bCentral
جميع الحقوق محفوظة ©