مُـبْدِعُ النُّور:2.قصائد:إضبارة أ. د. عبدالله الفـَيْفي http://khayma.com/faify

مُـبْدِعُ النُّور
(رسالةٌ من الخنساء إلى فُحول العُربان!)
أ.د/ عبد الله بن أحمد الفـَيْفي


يـا مُـبْدِعَ النُّوْرِ مِنْ أحْـدَاقِ نِـيْرانِـي
بَلِّـغْ بَـرِيْـدَ الجَـوَى أَهْلِـيْ وأَوْطَانِـي

وقُلْ لَهـُمْ ، ولَها : ما حَـلَّ في سَفَـرِي؟
كَـيْفَ استحالَ عُداةُ الأَمْـسِ خِـلَّاني؟

* * *

يا مُبْدِعَ النُّوْرِ، سَلْ نارِيْ: بِـمَ اشْتَعَلَتْ
في أَعْـيُنِ الأُمَّـهاتِ السُّـوْدِ أَحزانِي؟

تَـرَى الدِّمـاءَ نَـخِيْـلًا في رُؤَى (حَـلَبٍ)
تَـرَى المَنـايَـا تُسَاقِيْ حِصْنَ (غُمْدَانِ)

* * *

أَلْـقَى الشَّآمِـيَّـةَ الثَّـكْلـَى فتَـقْـتُـلُنِـي
أَلْـقَـى اليَمانِـيَّـةَ الحُـبْلـَى فتَـنْـعَـانِـي

أَيْـنَ العُـرُوْبَـةُ؟ أَمْ أَيْـنَ الَّذِيْنَ بَـنَـوْا
صَـرْحَ الفَخَارِ.. هُرَاءً.. أَيـُّها البَانِـي!

ما أَكْذَبَ العَـرَبَ العَرْبَـاءَ مُذْ نَطَـقُوا
هُمْ والذي يَكْـتُبُ التَّارِيْـخَ صِنْـوَانِ!

لَسْنَـا نَرَى أَبـَـدًا مِـمَّـا اطَّـبَوْا قَمَـرًا
إلَّا تُـكُـذِّبُـــهُ بِـالـلَّـيْـلِ عَــيْـنَـانِ!

* * *

قالُـوا : العُـرُوْبَـةُ تَـارِيْـخٌ ومَـنْـقَـبَـةٌ
قُلْتُ: اشْرَبِـيْ يا خُـيُوْلَ اللهِ مَـيْدانِـي!

كَمْ ثَـرْثَـرَتْ بَبَّغَـاواتٌ بِـما جَـهِـلَـتْ
«والمَـجْـدُ لا يُـشْتَرَى إِلَّا بِـأَثـْمانِ»!

* * *

في كُـلِّ يَـوْمٍ لَـكُمْ في الكَوْنِ مُنْـقَـلَـبٌ
زَعِيْمُـكُمْ فِـيْـهِ (هَـيَّـانُ بْـنُ بَـيَّـانِ)!

لا فَـرْقَ ، بَـيْـنَـكُـمُ في كُـلِّ مُعْـتَرَكٍ
تَـشابَهَتْ بَقَرٌ ، (بَعْـثًا) كـ(إِخْوَانِـي)!

تُطَـبِّعُـوْنَ مَـعَ الـغَـازِيْ بِسَـوْأَتِـكُـمْ
والشَّعْـبُ أَوْلـَى بِـتَـطْبِـيْـعٍ وقُـرْبَـانِ

لَنْ يُـنـْجِـيَ الزُّمْرَةَ الكَتْعَـاءَ مُنْـتَجَـعٌ
الأَرْضُ عِرْضِيْ ومِلْحُ الأَرْضِ تِيْجانِـي!

* * *

يا قَـوْمُ ، قُوْمُوا ؛ فها قـد بِـتُّـمُ رِمَـمًا،
فَـوْقَ الـتُّرابِ وتَحْـتَ الـتُّرْبِ تِـرْبَـانِ!

عُذْرًا، (تُماضِرُ)، هذا السُّوْقُ لا أَحَـدٌ
فاقْـنَيْ حَرُوْقَكِ ، قَدْ ذابَ (ابْنُ ذُبْـيَانِ)

يـا رُبَّ باكِـيَـةٍ فـي خِـدْرِها هَـتَـفَتْ
حَـرَّى تَظُـنُّ الفَتَى (حَيَّ بْنَ يَقْظَـانِ)

بِـئْـسَ العَـشِـيْرَةُ تَسْـبِـيْها وتُسْلِمُهـا
لِلْغَـاصِـبِيْـها.. وما يَـرْتَـفُّ جَـفْـنَـانِ!

* * *

نَقَـشْتُ ما في دَمِـيْ مِنْ لاعِـجٍ بِدَمِـي
فاقْـرَأْ سَمِـيْرَ حُرُوْفِـيْ جَمْـرَ أَشْجَانِـي

لَوْ أَنَّ شَمْسًا جَرَتْ في أَحْرُفٍ لَجـَـرَتْ
بِهـا المَـجَـرَّةُ مِـنْ شِـعْـرِيْ لِبُـلْدَانِـي

أو ناجَتِ المُشْمَخِرَّاتُ الصِّـلابُ فَـتًى
أَنْـبَـاكَ نـاطِـقُـها عَنْ عِـيِّ سَحْبـَانِ!

ما كـانَ أَضْـيَـعَـهُ قَـوْلًا بِـلا عَـمَـلٍ
أو كـانَ أَضْيَـعَـكُمْ يا صُـمَّ عُـرْبَـانِ!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* صحيفة "الرأي" الكويتية، الأحد 18سبتمبر 2016، ص35:
http://m.alraimedia.com/ar/article/culture/2016/09/18/708226/nr/kuwait
http://s1.alraimedia.com/CMS/PDFs/2016/9/18/BMtGzX2fia5q4ZT6JbLyEQplusplus/P035.pdf





شكرًا لقراءتك هذه القصيدة!

جميع الحقوق محفوظة ©
2001 - 125