1
حِينما ينكَسِرُ الفَجْـرُ كُؤوسًا
يَضْحَكُ الماءُ
وتَـنهارُ اللَّيالي!
2
قالوا:
مِن تُخْمَتِهِ
ما عادَ شَهِيًّا شَيْءٌ في الفَلَكِ السَّارِيْ في وَجْبَتِهِ،
ما عادَ يَمَسُّ طَعامَ الشَّعْبِ،
طَعَامَ أُولاءِ كَأَنَّ لَـهُمْ
حَدَقاتِ جَرادٍ تَرَى صَحْنَها دائمًا أَخضَرا!
قُلنا:
لَوْ أَنْصَفَنا الرَّاوي الأَعْمَى،
لَوَعَى:
«جُوْعُ الطَّاوِي
أَشْهَى مايونيز»!
3
نَمْلَـةٌ حَوْلاءُ تَـرْنُـوْ
فِيْكَ مِنْ سَمِّ الخِـياطْ..
هل تُـرَى سَوْفَ تَراكْ؟!
...
عِشْ بَعيدًا،
عِشْ سَعيدًا،
إنَّما الأعينُ نَمْلٌ
فيكَ حَولاءُ تَراءاكَ،
وتَعْشَى في رُؤاكْ
وقديمًا،
ضَلَّ مِعْراجُ سُهَيْلٍ
والثُّريَّا هُدْبُ عَيْنَيها السِّراطْ!
4
قالتْ:
إِلَـيَّ إِلَـيَّ..!
ما لِـيْ فِـيَّ من أَحَدٍ سِواكَ
سِوَى القَصيدةْ!
قُلْتُ:
استريحيْ في الحُرُوْفِ، كَوَاوِها،
وتَضاعَفِي قُـبَلًا على أثدائها،
أَبَدًا تَعِشْ مِنْ بَوْحِ غَيْمِكِ
مُخْصِباتٍ بِـيْ فَرِيْدَةْ!
5
العَدْلُ (ذَيْلُ القَضاءِ العَبْدِ) ما اعْـتَـدَلا
فالعَدْلُ (سَيْفُ القَضاءِ الحُرِّ) قد قُتِلا!
6
.. وأَمامِيْ السَّاعةُ
تَبكي.. تَبكي
الليلُ رُواقٌ مِنْ صَمْتٍ أَسْوَدْ
ومصابيحيْ هَطَلَتْ حَوْلـِيْ
هل تَـكفينيْ
لإِنارةِ صَمْتِ اللَّيلِ
وكَفْكَفَةِ الوَقْتِ الباقي؟!
7
ويومٍ شَرِبْتُ الخَـيْرَ فـيـهِ كَشَرِّهِ
تَـبَطَّـنْتُ شِعْبَـيْـهِ فـبُـئْـتُ بِظَـهْرِهِ!
8
قد تناهَى
قد تناهَى
قَـتَـلَ العاثِـرَ، لَـمَّا قِـيْـلَ:
«مَن داسَ خَيَالَـهْ؟»
9
حَلَمَ العاشِقُ، يومًا:
كَـفَنٌ مِنْ ناهدَيها،
في سَلامٍ مِنْ حَلِيْبْ!
10
خُلِقتُ مَلُوْلًا، لو أقامَ بِـيَ الصِّبا،
لعانقتُ شَيْـبِـيْ مُوْلَعَ القلبِ صابِـيا
11
أينَ المَرايا الحارِقَةْ؟
أينَ الوُجوهُ الشاهِقَةْ؟
... ... ...
«وتَداكَأَتْ أَركانُ كُلِّ قَبيلَةٍ...»
... ... ...
رَثَّ الزمانُ
والمكانُ
رَثَّ من جديدْ!
12
مَطْــرٌ يَـهْطِـلُ فـي مَوْسِـمِ أَمْطَــارِ
فإِلَـى الحَقْلِ مَـعًـا نَحْـقِـلُ يا جَاري
لِــثَرَى الجَـنَّـةِ بَــذْرٌ وثَـرَى الـنَّـارِ
وغَـدًا نَـرْحَـلُ في جُـمْلَـةِ أَخْــبَـارِ:
«مَطَـرًا يَهْطِـلُ في مَوْسِمِ أَمْطَارِ»!
13
تُـقْـفِرُ الـرُّوْحُ بإِقْـفَـارِ الـدِّيَـارِ
لا حَبِيْبٌ لاحَ يَسْقِيْ جُلَّنارِي!
كَمْ بَكَـيْنا طَلَلَ الدَّارِ، فَقُلْ لِـيْ:
مَنْ سَيَبْكِيْ طَلَلَ الرُّوْحِ الغُـبَارِ؟
14
وبَينَ أَرْضي والسَّماءْ
يَمُـرُّ غادرُ الـمَساءْ
عُنوانيَ الذي أنا صباحُ عَـيْـنِـهِ
يَزورُهُ مُوافيًا
كي يُرسلَ البريدَ عاجِلًا...
«إلى اللِّقاءْ!»
15
ما هُنا إلَّا كِياني،
جَبَلٌ وابنُ جَبَلْ!
صارخًا في أَخْـمَصَيْها:
يا إلـ?ـهَ الكَوْنِ، قلْ لي:
هل لهذا اللَّيلِ آخِـرْ؟
16
أراعَكِ منِّي مَساءٌ؟
رسمتُكِ لحنًا عتيقَ المرايا
ليُورقَ فِـيَّ طيورًا عِتاقَ الغِناءْ...
... ومَرَّ ومَرَّتْ؛
فلا طَيْرَ في البالِ تَضْوِيْ الحَنايا
ولا لَحـْنَ ظَلَّ يَرُوْقُ الـمَساءْ!
17
وقـصيدةٍ خُـنْـثَى القصائـدْ
لا في الفُحُـوْلِ ولا الخَرائـدْ
مَـرْشُـوْمَـةٍ ، لا ( X) فـيها
لا ( Y ) ، نَهْـداهـا زَوائـدْ!
18
(إيرانُ) ما انْفَكَّتْ تَـخُوْضُ حُرُوْبَها
مُذْ أَلْـفِ عَـامٍ ، إنَّمـا لا تُـنْـصَـرُ
في وَجْهِها : سَعْـدٌ ، مُثَـنًّى ، خالِـدٌ،
في وَجْهِها : سَعْـدٌ ، مُثَـنًّى ، خالِـدٌ،
قُولوا لها - كَيْ تَرْعَوِيْ عَنْ غَـيِّها-:
لا تَبْغِـنا (كِسْرَى جَديدًا) يُكْـسَـرُ!
19
أَيا بابَ (غرناطةَ) الداخليَّ، أَغِثْنِـيْ!
وقُلْ (لابنِ زَيدونَ) زِدْنيْ؛
(فوَلَّادةُ) الآنَ تَهْفُوْ إلى عِطْرِكَ الزَّيْزَفُوْنْ!
20
إِنْ يـَـرَنِــيْ لا أَهـْــوَاهُ
مُـحْـتَـمِـلًا مـا أَلْـقَــــاهُ
أو بِـدَمِــيْ لا أَفْـدِيـْــهِ
يَسْـبَـحُ فـي شَـفَـتِـيْ مَـاهُ
فَـلْـيَـتَـنَـاءَى أو يَـنْـسَـى
فِـيَّ سَـتَـرْسُـوْ مَـرْســاهُ
قَدْ رُفِعَتْ صُحُفُ الدَّعْوَى:
لَسْـتُ أَنــا أَنـا لَـولاهُ!(1)
21
عِطْـرُكِ امرأةٌ مُمْطِرَةْ!
وهْيَ تَغْتَسِلُ الآنَ في شَفَـتِـيْ..
آهِ لو عَلِمَتْ:
عَطَشًا عَبَّ مِنْ عُمُرِيْ عُمُـرَهْ!
22
فـي كُـلِّ ثانِـيةٍ جُـرْحٌ. وآخِـرُها:
قَتْلُ الزَّمانِ؛ فلا طِبٌّ، ولا جُرْحُ!
23
بينَ مَوتي وحَياتي،
فاصِلٌ:
خَيْطٌ رَفيعٌ مِن وِصالِكْ
باحِثٌ عن إِبْرَةِ النَّشْوَى بكأسَينا،
فهاتِيها وهاتِيني وهاتِكْ!
...
رُبَّما جِئنا خَيالًا مِن حُضُورْ:
فاهَ لي صَمتًا..
بجَوَّالِكِ شيئًا..
قالَ شيئًا في عُبُوْرْ!
رُبَّما أَلْقَى رسالَةْ
ولتكُنْ فارغةً حتَّى الثُّمالَةْ
أرجعتْ للنَّبضِ قَلبي من هُنا..
أو مِن هُنالِكْ!
...
هاتِها.. يا فِتنتي،
أَبْقَى على قَيْدِ الحَياةْ..
إِنَّني باقٍ- بِلا أَنْتِ- على قَيْدِ المَهالِكْ!
24
وأَنـْتِ كُـلُّ كِلْمــةٍ وكِـلْمـةٍ
تَلاقَـتـا ، تَساقَـتـا ذاتَ الشَّـفَـةْ
عُنقودُ حُلْمٍ مِنْ رُضـابِ سَكْـرَةٍ
صَحَـوْتُ فيها مِنْ تَواريخِ السَّفَـهْ
أُعِـيذُ قَلـبي أَنْ يَـتُـوْبَ سـاعَــةً
أو أَنْ تَـثُـوْبَ خَـيْلُـهُ لِـفَلْسَـفَـةْ!
25
وكيفَ، يا شَمسَ الوُجُوْدِ في القُرَى،
يَغيبُ نُورُ الـبَـدْرِ،
وهْوَ الظِّلُّ يَحْسُوْ مِنْ سَناكِ في الدِّنانْ؟!
لا شِعْـرَ في اللُّغاتِ،
لا يَزُوْرُ لَيْلُ «أَلْفِ لَيلةٍ ولَيلةٍ» مَساءَنا،
ولا جمالَ مُطْلَقًا.. ولا مُقَيَّدًا،
ولا خَيَالَ في الـخَيَالِ،
لا،
ولا وُجُوْدَ لِلإِنسانِ في صَفَا الكِيانْ..
مِنْ دُوْنِ أُنْثَى،
فَجَّرَتْ في ذِمَّـةِ التُّفَّاحِ شَهْقَـةَ البَـيَانْ!
26
قـاتِـلٌ مُـسْـتَـرْحـِـمُ
بِـالهَـوَى مُسْـتَـلْـئِـمُ
صـادَنِـيْ ، والحُـبُّ لا
يَصْطَفِـيْ إِذْ يَظْلِـمُ!
27
عِـشْ للمَسَرَّةِ والمَحَبَّـةِ سَرْمَـدًا
وانْشُرْ كِتابَ «خَلِيَّةِ الأَحبابِ»!
واحملْ بُـرُوْقَ فَـيالِـقٍ بِعَـبيرِهـا
هَـتَـكَتْ مَطايا دَوْلَـةِ الحُـجَّابِ
كُـنْ كالطُّفولةِ مِنْ دِماءِ حُروفِها
أَبـَـدًا تُـفَـتِّـقُ شَهْوَةَ العُنَّـابِ!
28
«مُبَلَّـلُ» الذِّهْنِ، لا «مُبَلْـبَـلُـهُ»،
هـذا الذي شَمْـسُـهُ تُظَـلِّـلُـهُ!
29
هِـيَ أُمُّــهُ ، لـكِـنَّــهـا
في آخِـرِ التَّفسيرِ : بِنْـتُ
مَـوْءُوْدَةُ الـمِـيلادِ ، مـا
ءُ حَـياتِها كِسَفٌ ومَوْتُ
أَنـَّى تَـكُوْنُ الأُمُّ أُمـًّـا
وهْيَ فِي عَيْنَيْكَ أَمْتُ؟!
30
هَلَّا رَوَيْنا الآنَ
سِفْرًا صَحَّ عنْ
كَرَمِ اليَهُوْدْ؟!
عَنْ (حاتِمِ اللَّاوِيِّ)
يَـنْحَرُ ضَيْفَـهُ لِـخُيولِـهِ
ويُعلِّـقُ الشِّعْرَى بِأَذنابِ الجُنُوْدْ!
عَنْ حاتِمِ الحَتْمِيِّ
-وَفْقَ مِزاجِنا النُّوْكِيِّ-
يَطْعَنُ أَرْضَنَا،
ويُعِدُّ مِنْ غاباتها قِطَعَ الغِيارِ لجَيْشِهِ المَهْزُومِ؛
كَيما يَطْعَنُوا فِينا البَقِيَّةَ مِنْ تَواريخِ الصُّمُوْدْ!
31
لَئيمٌ، متَى بالتْ على النَّارِ أُمُّـهُ،
أَتـاكَ أَبـُوهُ عاريًـا يَتَزَلْـزَلُ!
32
يَقُوْلُ الغَيَارَى بِقَحْطِ الُمـدُنْ:
لِـنَغْفُ قَليلًا..
سَـيَـنْـبُتُ في راحتَينا الوَطَنْ!
ويَـنْـبُتُ في راحَتَينا الوَطَنْ،
ولكِنْ..
على شَكْلِ زَقُّوْمَةٍ،
طَلْعُها تَفْتَلِيْـهِ رُؤوسُ الشَّياطينِ لَيْلًا،
لِـتَغْرِسَ في خُصُلاتِ اليَـتامَى، صَباحًا،
عُيُوْنَ الوَثَنْ!
33
عَقِيْدَةٌ شِعارُها:
أَنْ «لا» إلـ?ـهْ
إلَّا الذي عَقَدَ الكَواكِبَ والنُّجُوْمَ قِلادَةً
في جِيْدِ حَوَّاءِ الحَياةْ!
وأُمَّةٌ شِعارُها:
«نَعَمْ.. و.. سَمْ..»
بِلا أُنـُـوْفَ أوجِبَاهْ!
تُـرَى: أ نحنُ غيرُنا؟
...
.. مُـخَوْزَقُوْنَ في حُروفِ الاِشتباهْ!
34
وأُرِيْدُ أَنْ أَمْشِيْ
إلى أَمْسِيْ
وأَحملُ فِـيَّ نَهْـرَ الثَّورةِ الأُخرَى
...
ولكنْ ثَورتيْ الأُولَى
على بالي
تُنادِيني
تَـمَشَّى، يا ابنَ بِنْتِيْ، فَوْقَ رِمْشِي
صَوْبَ نَعْشِي
في دَمِ التُّفاحةِ الكُبرَى
...
تَنَامَى فِـيَّ شَكِّي في انتماءاتي
أنا لستُ الأنا
لستُ السِّوايَ هنا
...
فكَذِّبْ سُوْرَةَ النُّوْنِ..
أو انْزِعْ مِنْ ثَرَى المعنَى كَرَى عَيني
لعلِّي أَنْ أَرَى في صِدْقِكَ المَسْرَى!
...
فآتِيْـنِـيْ
خُلاصَةَ ما رَأَتْ عَيني
مِنَ الماضي.. مِنَ الآنِـي
...
لأُحْيِيْني
وتهطِلَ شَمْسِيَ الذِّكْرَى!
35
- ويبدو أنَّني أَيقظتُ فِتنةْ..
وأنَّ جميعَ أفرادِ القَبيلةِ غاضِبونَ.
إِذَنْ:
• فمَنْ لي هاهنا، يا (عُرْوَةَ بنَ الوَرْدْ)؟
• أَ تدري أنَّ قَوميْ أصبحوا أَعْتَى؟
• وأنَّهُمُ بمَنْجًى مِنْ فَتًى صُعلوكْ؟
...
- فطُوبَى يومَ كانَ الوقتُ مِن فِضَّةْ..
وكانَ الفِعلُ مَبْـنِيًّا على المَعلومِ،
كانَ الصَّمْتُ عَنْ حَقٍّ هُوَ المَبْنِيْ على المَجْهُوْلْ!
36
مَـتَى تَصْحُـوْ غَـزالتُـنـا صَباحًا
عـلى كَـتِـفِ العُـرُوْبَـةِ والإِبـاءِ؟
ولَسْنَـا أُمَّـــةً شَـتَّى ، رَضِـعْنـا
بِـأَثْـدَاءِ التَّـكَـالُـبِ والعَـداءِ؟
تَـرَى الوَجْهَـينِ مُـفْتَرِقَــيْنِ جِـدًّا
وإنْ أَضْحَى إلى الشَّمْسِ التَّرائي!
37
«اللهُ أَعْشَـقُ»!.. لا جَمالَ، سِوَى اسمِهِ،
يُنْجِيْـكَ مِنْ مَوْجِ «السِّوَى» الطُّوفانِ
اِرْحَـلْ بكُلِّـكَ فـي شَـذاهُ مُهـاجِـرًا
مِنْ مَكَّـةِ الشَّكْـوَى إلـى الرَّحْـمانِ
كُـنْ أَيْنَ شِـئْتَ ؛ فإنَّ جامِعَكَ الذي
جَمَعَ النَّـدَى بالنَّـارِ فـي الإِنـسـانِ!
|