تباريح شهريار !:2.قصائد:إضبارة د. عبدالله الفـَيفي http://www.alfaify.cjb.net

 

تباريح شهريار !


كأنَّكِ كُنْتِ..

 

             وتَنْتَظِرِيْنَ بُلُوْغَ يَقِيْنِي

لتَسْقُطَ منكِ التفاتةْ

             على عَرْشِ روحيْ

تَتُلُّ بقايا الضَّنَى للجَبِيْنِ،

         لكي تَذْبَحِيْنِي!

حَفِظْـتُكِ يا وَلَهًا من نُضَارٍ

              ولم تَحْفَظِيْنِي!

 

أفي مثلِ هذا المساءِ

تَرُدِّيْنَ عَيْنِيْ

        بعَيْنَي يَدَيْكِ؟

تَصُدِّيْنَ كُلَّ سنينِ التَّماهي بنِسْغِ المَحَبَّةِ،

                            قُطْنِ الثواني الشَّذِيَّةِ،

حيثُ بَنَيْتِ بحِلِّيْ رَحِيْلِيْ

على صفحةٍ من أَنيني؟

 

تَكُفِّيْنَ،

      إذْ أَدْرَكَتْني النهايةُ،

عن أنْ تقولي المُباحَ ..

كأنَّكِ لم تَعْرِفِيْنِي،

      ولم تُسْمعيني

بأوّلِ ليليْ:

      بأني "المليكُ السَّعِيْدُ"!

زمانًا تَرَبَّتْ طُيُوْرُ حروفي بأغصانِكِ المثقَلاتِ

بفاكهةِ المَوْسِمِ الرَّازِقِيِّ،

وذِكْرَى حَنِيْنِي!

 

أهذي المدينةُ أنتِ،

أهذي الشوارعُ مَجْرَى سِنِيْنِي؟!

أهذي الليالي لياليكِ أنتِ؟!

لماذا سَكَبْتِ جمالَكِ في غيرِ عَيْنِيْ؟!

 

لماذا فَتَحْتِ خزانةَ رُوْحِيْ،

وبِعْتِ كِتابيْ الأخيرَ،

وبِعْتِ جُنُوني؟!

 

رأيتُكِ لا تحفظينَ وصايا الأُمُوْمَةِ،

يا ظبيةً من خُلاصَةِ تِبْرٍ،

ولا تحفظينَ ارتباكَ المَرَايَا على ناهدَيْكِ،

رأيتُكِ أُنثَى ككُلِّ النِّسَاءِ،

            فهلْ تَحْفَظِيْنِي؟!

 

( .. تُلَمْلِمُ أسمالَ ما كان يوما

يُسَمّى عباءتها..

  ثم تقذف في العَيْن سهما ):

 

- "كأنَّكَ كُنْتَ.. وكُنْتَ.. وكُنْتَ..

    أيا رُجُلاً شِبْهَ أُنثَى..

    تنامُ على ساعِدَيَّ مساءً،

    وتنسَى الحكايةَ عندَ الصَّباحْ!

    حفظْتُكَ لكنَّك الرجلُ المستباحْ!

    تعزَّ بدَمْعٍ..

    أُعيرُكَ عيني؟!

    كرهتكَ يا رَجُلاً من نُواحْ!"

 

- أنا الظاعنُ الآنَ في تِيْهِ صَوْتِيْ

   أنا الآنَ ...

  ها أنتِ تي تسكُبِيْنَ حليبَ حروفي الشَّهِيَّ

                            لقِطَّةِ عُمْرٍ جَنِيْنِ!

  وتستَخرجيْنَ رغيفيْ الكسيرَ

  لذاكَ الخَصِيِّ..

                   وذاكَ المَهِيْنِ

                         المَهِيْنِ!

  وتَقْتَطِفِيْنَ لَهُ

  قَصْعَةً بَعْدَ أُخْرَى،

بكِلْتَا يَدَيْكِ،

  فزيتونُ عُمْري يُبَاعُ لدَيْكِ..

                    رخيصًا..

  وأحْمَرُ تِيْنِيْ!

  طُيُورٌ من الجُوعِ جاستْ بمُهْجَةِ أمسي،

  طُيُورٌ تَجُوْسُ بمُهْجَةِ يَوْمي الكَمِيْنِ!

 

  وسَيْفي اليمانيْ الأثيرُ...

  ( .. تشيحُ وتَضْحَكْ ):

- ".. ألا ليس سيفَكْ!.."

- .. بِفَضْلِكِ أنتِ

يُراقِصُ أُغْنِيَةَ "البُوْبِ" و"الرُّوْكِ" لَيْلاً

Britney  Spears     

     على شَفَتَيْكِ
          و
   Toni  Braxton        

تَـبُتُّ وَتِيْنِيْ!

 

وها قد هرقْتِ سمائي

         على مَصْرَعَيْكِ

فَتَحْتِ بمَحْضِ انتقائكِ كُلَّ ثَمِيْنِ!

ومرْبَدُ يَوْمِيْ

كمرْبَدِ أَمْسِيْ

رُعَافُ الدِّنَانِ العِتَاقِ

يُدَارُ لصَيْدٍ سَمِيْنِ!

 

- "لآخِرُ من يَحْلِقُ الرأسَ أنتْ!

به بِعْتَني، يا فرزدقْ..

به بِعْتَني، يا جريرْ..

وسوقُ النخاسة هذا كسوق الحميرْ!

نهاقٌ

نهاقٌ

وآخرها في مطايا الأميرْ!"

 

- أُحِبُّكِ لكنْ ..

أُحِبُّكِ لكنْ.. قَذَفْتِ بِحُبِّيَ حُبِّيْ

لِيَغْتَصِبَ الجَسَدَ المستباحَ زَنِيْمٌ

ويستبيَ اللحظةَ الأبديَّةَ دُوْنٌ

فيَحْتَلّ نَفْسًا بنَفْسِيَ دونيْ

 

أيا مَنْ تَعِبْتُ

لأبنيَ فِيْكِ غَزَالَةَ هذي البَراري

تُضِيء مراتِعَ هذا الوجودِ الحزينِ الحزينِ!

 

 .. حبيبَةَ وهْمِيْ

أهذا فِراقٌ،

أهذا هلالٌ خصيبٌ،

وغادرَ صدري الجديبَ، وغادرَ دِيْنِيْ؟!

 

رفعتُ الخياناتِ عن خانةِ الشَّكِّ،

             لكنْ..

خَسِرْتُ بأُمِّ الصَّباحِ بقايا يَقِيْنِيْ!

* * *

 

سلامٌ على السَّالكينَ لِغَرْبِ العِبَارَةِ،

               بِنْتُمْ وبِنَّا،

أما كان في وُسعِكِمْ أنْ تَفُوْنَ قليلاً..

                       وأنْ تَذْكُرُوْنِيْ؟!

لماذا كَتَبْتُمْ قراءةَ آخرِ سَطْرٍ

بِعَكْسِ اتِّجاهِ الكِتابَةِ..

عَكْسِ اتِّجاهِ عُيُوْني؟

 

سلامٌ على آخرِ السَّطْرِ هذا!

فإنّي أراهُ

        أراني

بِخَلْفِ الصَّحِيْفَةِ نَمْشِيْ،

                    لسانًا مُبِيْـنًا،

                    وخَطًّا

بهِ اللُّغَةُ العربيَّةُ تَأْرِزُ صوبَ الخيامِ السَّبِيَّةِ..

                        صَوْبَ النَّخِيْلِ الرَّهِيْنِ!

 

أراني

أراهُ

بذَرّاتِ جِسْمي المُسَجَّى بصَمْتِيْ،

أنا المَلِكُ الضَّرْبُ،

لم تعرفيني!

... ... ...

- "عرفتُكَ يا نونَ عيني!"

... ... ...

- سأبني خيالاً جديدًا يربّي حصوني!

برُغْمِ ظُنُوْني

المشيحاتِ عنكِ وعَنِّي

ورُغْمِ النُّسُوْرِ

تُنَقِّرُ كُلَّ جِراحاتِ صَدْريْ

تَنَقِّضُ جُثْمانَ هذا النهارِ المَدِيْنِيْ!

* * *

 

جناحانِ يَوْمًا

برِيْشِ التَّحَدِّيْ

يَضُمُّانِنا،

يا مَلِيْكَةَ هذا السِّياقِ الهَجِيْنِ!

ويَمْضيْ بأَزْرَقِ أسمائنا

                   زَوْرَقٌ للبَعِيْــدِ

                                القَرِيْبِ

                                الضَّنِيْنِ!

 

هناكَ تَعُوْدِيْنَ تِلْكَ الحِكايَةَ

       أَلْفًا..

         أَعُوْدُ أنا

         قَلْبَ ذاكَ الفَتَى

                            الفارسِ

                                     المُسْـتَكِيْنِ!

   أنا شهريار..

   أنا شهريار!

 

الرياض، المحرم 1425هـ.

 

شكراً لقراءتك هذه القصيدة !

أنت القارئ رقم:

FastCounter by bCentral

جميع الحقوق محفوظة ©