بَرِيْدُكِ بَعْثٌ عَتِيْقٌ/
بَرِيْدُ السُّرَى إِذْ يَلُفُّ أَنـَايَ ووَقْـتِـيْ،
بَكَأْسِ الزَّمانِ المُعَـتَّقِ،
بِالوَرْدِ، والوَيْنِ(1)، والشَّمْعِ، والأُرْجُوَانْ.
وفِيْنُوْسُ في مَجْدِها تَحْضُنُ الكَوْنَ،
غَيْـمًا مِنَ النَّارِ يَحْبُو عَلَى صَدْرِ شِعْرِيْ
زَمَانًا، «مُلُوْسِيَّةُ»(2) الحُلْمِ تَصْحُو على ساعِدَيْهِ
ويَغْفُوْ الزَّمَانْ.
وفِيْنُوْسُ جَـبَّارَةُ الأُغْنِـيَـاتِ،
تَـجَـلِّـيْ جَنَاها جُنُوْنٌ حَنُوْنٌ،
وتِـمْثَالُها كُلُّ ما أُوْدِعَ الفَنُّ مِنَ رَغْوَةِ الفِتْنَةِ المُشْتَهَاةِ،
فَـتِهْ، يا أَوَانُ، هُنَاكَ..
وثُرْ هاهُنا يا صَهِيْلَ المَكَانْ!
أَ فِيْنُوْسُ، ما تَـفْعَلِيْنَ بِشَعْبِكِ؟
ما تَفْعَلِيْنْ؟
وما كانَ يَسْمُو بِلا كُلِّ هذا التَّعالِـيْ السَّماوِيِّ فِيكِ،
وما كانَ يَهْوَى بِلا كُلِّ هذا الفُتُوْنِ الفُنُوْنْ..
ولا كانَ غَنَّى بِلا ذا الكِيَانِ الكَمَانْ؟!
أَ رَبَّةَ عَرْشِ الأُنـُوْثَةِ،
هِرْمِسَةَ الحُسْنِ والصَّوْلَجـَانْ،
إِلَيْكِ تُصَلِّيْ المَرايَا الجَمِيْلَةُ،
عِشْقًا، وشِعْـرًا،
تُرتِّلُ وَرْدِيَ ما بَـيْنَ شَطَّيْكِ في كُلِّ آنْ!
فَرِفْقًا بِحُجَّاجِ (فِيْنَالِيَا رُوْسِتِيْكَا)،
أَقِـيْلِـيْ عِثَارَ المَطَايَا،
أَنِـيْلِـيْ القَوافِلَ نَارَ الحُبَاحِبِ في لَيْلِها السَّرْمَدِيِّ..
...
بَرِيْدُكِ بَعْثٌ جَديدٌ لفِيْـنِـيْقِ شَمْسِيْ
أَعِيْدِي بسِفْرِ الأساطيرِ أَمْسِيْ لِأَمْسِيْ
وعُوْدِي..
وليسَ (ابنُ صَفْوَانَ) في (الرَّسِّ) يَلْعَنُ أَلْوَانَ عُرْسِيْ
وأُمِّيْ المُريدِينَ في (فَاءِ) فَجْرِ النَّوافِلِ..
أُمِّيْ؛
فبَعْضُ الجَمَالِ فُسُوْقٌ،
وبَعْضُ الصَّلاةِ افْتِتَانُ افْتِتَانْ!
|