كُنْتُ في الماضِي،
إذا ما مَرَّ بي طَيْفٌ سَماوِيٌّ لَعُوْبٌ،
أَتـَغَـنَّى، باكِيًا أطلالَ عُمْرِيْ والسَّماءْ:
يا يَبَاسِيْ،
حِينما اخْضَرَّتْ حُرُوفي
بِعَبيرِ الأُغْنِياتِ،
لم أَكُنْ أَدْرِيْ بِأَنـِّي
عاشِقٌ صُوْرَةَ رُوْحِيْ وَحْدَها..
لا..
لم أَكُنْ أَعْلَمُ أَنـِّي
أَرْسُمُ الحُلْمَ وأَمْرِيْ بِعَناقيدِ الهَباءْ!
مَرَّ عامٌ مِنْ جِواري
مَرَّ عامْ
دُونما رَدِّ سَلامٍ أو كَلامْ
وأنا أَرْكُضُ في بَرِّيَّـةِ الرُّوْحِ وأَمْشِيْ،
كُلَّما شِمْتُ سَرابًا،
قُلْتُ:
«... كَلَّا، هُوَ ماءٌ.. هُوَ ماءْ!»
ها شَرِبْتُ..
وشَرِبْتُ..
ظَمأَ العُمْرِ بِعُمْرِي
لم أَجِدْكِ،
لم أَجِدْنِـي،
لم أَجِدْ إِلَّا بَقايا مِنْ دَمِيْ فَوْقَ الشِّفاهْ
ها أنا أَشْرَبُ مِنِّي
لم أَجِدْ طَعْمَ فُؤادي في فُؤادي
لم أَجِدْنِـي
لم أَجِدْ إِلَّا دُمُوْعَ (المُـتَـنَبـِّيْ) في يَدَيْكِ:
«حببْتُكَ قَلْبِيْ قَبْلَ حُبِّكَ مَنْ نأَى
وقد كانَ غدَّارًا، فكُنْ أَنْتَ وافيا!»
...
حِينما قالتْ: «أُحِبُّكْ»،
صِحْتُ:
«... لا.. عُوْدِيْ إِليكِ،
والسَّلامُ لا على...
غَيْرِ يَدَيْكِ!»
بِئْسَ حُبٌّ يُنْبِتُ النَّارَ
ويُطْفِيْ في جَناحَيها احتمالاتِ الضِّياءْ!
|