عوجا على الطَّلل المحيل.. لعلّنا..!:2.قصائد:إضبارة د. عبدالله الفـَيفي http://www.alfaify.cjb.net

 

عوجا على الطَّلل المحيل.. لعلّنا..!
( إلى امرئٍ ذي قروح غادرنا ولم يَعُدْ )


قِفْ بي على طللِ الأطـلال  مأهـولا

واستنبتِ الفجرَ  من أهـداب غافيـةٍ

وابدأْ وقوفـاً على ذِكْرى ومنزلـهـا

* * * 

يا حامـلَ الشّـِعْر كم للشِّعْرِ ألْويـةٌ

كانتْ قوافيكَ  أطـلالاً  تُـؤَثِّـثُـها

ما زِلْـتَ تَغْـزِلُ ماءَ العِشْقِ  في يدها

أُرْهِـقْتَ فوقَ لـواءِ  الشِّعْرِ  من دمنا

ماذا تركتَ وبِنْـتاً ودَّعَـتْكَ ضُـحًى

ورحتَ تركضُ من حُـلْمٍ إلى  حُـلُمٍ

* * * 

أشْـهَدْتُكَ اللهَ هل ضاقتْ مرابـعُـنا

أمْ مَنْ بـلاكَ بتغريـبٍ على مِـقَةٍ ؟

* * *

قُـلْ لي بربّـِكَ حاجـاتٍ تُسَرُّ بـها

ما أُمُّ جُنْـدُبَ بَعْدَ البُعـْدِ  مِ امرأةٍ؟

أُمُّ الحُويرثِ طالتْ  فيكَ  وَحْـشَـتُها

أُمُّ الرَّبـابِ  تُناجـي طَيْـفَ  طارقها

أُمومـةٌ ذهـبتْ ثَكلَى  بلا وطـنٍ،

هـذي أمومـةُ  أُمٍّ  أتْـأمَـتْ أُمَماً

* * *

يا أيهـا المَلِكُ الضِّـلِّيلُ خُـذْ بفَـتًى

إذْ يشـتري بضَـنَى الأيـّام  تَطْـرِيَةً

قُلْ جِئْتَ  تسألُ عن عُرْييْ  ومسْـغَبتي

ماذا وُعِـدْتَ بأرض الرُّومِ منْ حُـلَلٍ

وعُـدْتَ  لا مَطَراً  عادتْ  بشاشـتُهُ

* * *

عُدْ من ضَلالكَ يكفي ما تَسـاقطَ منْ

إنْ لم تَجِدْ في ثَـرَى كَفَّـيكَ مُنْتَجعاً

* * *

بِـعْ لـي زماناً  أَثيـثـاً  لا أراكَ بِهِ

أَبِـعْ لَكَ الشَّـرَفَ المُعْلـيْ ذُؤابـتَهُ

وأسـتردُّ لِحُجـْرٍ صولجـانَ سَـنـاً

وامْـلأ نواكَ منَ  الأطـلالِ  تَرْسُمُها

تجْـلو دُجـاكَ كَمَوْجِ البَحْرِ في لُغَتي

* * *

* * *

قِـفْ بي على جهـةِ الأشْجَانِ  تَأْويلا

وعِمْ صباحاً أَمِيْرَ  الشِّـعْرِ مصقـولا

وعلِّقِ الشمـس في جفنيكَ  قنديـلا

لا تعتريـكَ رسـومُ الدَّارِ  تَبْديـلا

* * *

أَلْـوَتْ بحاملـها فارتـدَّ  محمـولا

أُنـْثَى القوافي فَلِمْ أُمْسيتَ  مَطْـلولا

حتى تَكَسّـر شَمْلٌ كنتَ  مشـمولا

ما أَهْـرَقَ الليلُ في عينيكَ  مَسْـلولا

أودعْـتَ دِرْعَكَ مُلْقَى المَجْدِ  مَتْلولا

شَرَّقْتَ في الأرضِ غَرْباً  رَفَّ  سِجِّيْلا

* * *

عن المَقِـيْل بها؟ هلْ بِتَّ  مخـْذولا؟

إنْ كنـتَ تجْهَلُ لا أبغيـكَ تَعْـليلا

* * *

غزالةُ الحَـيِّ ذات الثَّغْـرِ  معْسـولا

أَمْ قد  شُفيتَ  لبانـاتٍ  وتـَتْبِيْـلا؟

لم يسـترحْ صَدْرُها بَثـًّا  وتَعـْويلا

مازال في القلبِ قلبٌ منكَ مشغـولا

ولا حـنينٍ،  بلا حـُبٍّ،  وإنْ  قـيلا

على الشِّـفاهِ حـروفاً  يـُتَّماً حُـوْلا

* * *

لا أرجعَ الـلهُ عَهْداً كـان ضِـلِّيْلا

وإذْ يـرومُ هـوًى  في الرومِ  تَطْـفيلا

فاسـألْ هَدتْكَ رِمالُ الوقْـتِ مسؤولا

أَلْبـَسْـتـَنا  داءَها  ذُلاًّ  وتَذْييـلا؟

وما بوجهـكَ من مـاءِ الحـَيَا نِيْلا   

* * *

نَفْـسٍ  تَسَـاقَطُ  تَرْحالاً  وتَأْمِـيْلا

فمَنْ يبيـعكَ في بِيـْدِ الظَّـما مِيـْلا؟

* * *

وَغْـلَ الحروفِ خَصِيَّ الرَّأْيِ  إجْـفِيْلا  

وأسْـتبيْ لَكَ من بِنْتِ العُـلَى  جِـيْلا

لا يُسـتباحُ غَـداةَ  القـَتْلِ  إنْجـيْلا

إطْـلالةً فوقَ نَهْـدِ الأُفـْقِ  إكْـليلا

وتغتديْ شمسُـنا خَـيْلَ المُنَى الطُّولَـى

* * *

* * *

وانْعَـمْ صَباحاً  أمير  الأمسِ  مَعْزولا

الرياض، 26/ 5/ 1419هـ.

 

شكراً لقراءتك هذه القصيدة !

أنت القارئ رقم:

FastCounter by bCentral

جميع الحقوق محفوظة ©