مهرةالشمس:2.قصائد:إضبارة د. عبدالله الفـَيفي http://www.alfaify.cjb.net

[29 NOV 1998 ] Article No : 251
مهـرة الشـمس
الدكتور/ عبدالله بن أحمد الفَيفي
فازت بالجائزة الأولى في المسابقة الشعريّة الدوليّة لمهرجان "الأقصى في خَطَر" (الرابع عشر)
المُقام مساء الجمعة 2 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوّال 1430هـ، في مدينة أمّ الفحم في فلسطين المحتلّة

على شَـفَةِ النور أشْـعَـلْتِ غَيـَّا‏
يعيدُ مجاليـكِ شَـدْوًا وضيـَّا ‏
يضمُّــكِ رابـيـــةً مـن أغــانٍ
ويجثـو علـى ركبتـيكِ مَـلـيّا
يفتـّـش أوراقَ شِـعري لديـكِ
لأقـرأ فجراً تعـرَّى شـهيـّا
يدير شـذاه على باب روحـي‏
فإنــي أراهُ حـقـولاً وريــّا‏
وإنـي أراهُ بعُـمْـري يَـلُــوبُ
يطوّقُ شـِعري حروفـاً قِـسِـيّا
‏* * *‏
حبيبـةَ شـعري أبيـني، حرامٌ،
أبيـني، فما كنـتُ يومـاً نبـيـّا
لأعـلــم في أيّ نـجــمٍ هطـلْــتِ
وأيّ عـيـون المَـهـَا يَتَفَـيـّا
وما كان عمري سـوى مقلتـيكِ
وهل كـنتِ أنتِ سـوى مقلتـيّا!‏
وما كـنتِ إلا ّ انفــلاتَ الحـدائـ
ـقِ، روحاً ثَريـًّا، ونوراً ندِيــّا
وإنسـانةً من هُجُـوعِ المـرايـا
تفـتــّق أُفْـقاً وليـداً جَـنِيـّا
يَـليـقُ بسـيّدةٍ من نُضـارِ الـ
ـمعـاني تصوغُ الذكـاءَ حُليـّا‏
كمُهـرة شـمسٍ تثـيرُ العشـايا
وتَعْـنو بعمـري نهـاراً فتـيـّا
كفاكـهةٍ من لـُعابِ الخطـايا‏
تضـمّ فتـاةً تضـمّ صبـيـّا
رأيتـكِ وَعْـداً على شـفتيـها
يُنَـمْـنِمُ وجـْداً على شـفتيـّا‏
بياضـاً من الغيبِ يغشَـى مَـداهُ
مَـدى اللونِ، واللحنِ، منّي ، وفيّا
‏* * *‏
فيـا أنتِ، يا كـلّ قَطْر الدَّوالـي
وكلّ المُجـلَّى وكـلّ المُـزيـّا
رُهَــابُكِ يجتــاحُ منـّي زمــاني
يُبعـثرُ في لغـتي مـا تَهَـيـّا‏
فأرتــدّ طـفـلاً علـى راحتـيــكِ
تُعيديـن في مُقلـتيـه الحُـميـّا‏
تعيديـنَ تكوينـهُ مـن جديـدٍ
كأنْ ليس من قبْـلُ قد كان شـيّا
تربّين في رئتيـه انتفاض الصـ‏
ـباحـات، صوتاً حـنوناً، جريّا‏
يطلّ على صفحـةِ القـلبِ عمداً‏
ويمشـي على نهرِ موتي ، بريـّا‏
فأعـدو، حصاناً أصيـلاً، وأغدو
إلى فجر أمسـي ، إليـكِ ، إليـّا‏
‏* * *‏
فمَن أنتِ، يا شَهْد عشقي وناري ؟‏
لكَمْ كنتُ فيكِ السَّـعيدَ الشَّـقـيَّا!‏‏
ترومـين تحطـيمَ كلِّ حُـدودي
وتبغـينَ جَعْـلَ المُحَـالِ يديـَّا
أراكِ .. كـأني أراكِ .. ولكـنْ
لماذا تُغطِّـينَ وجْـهاً جَـلِيـّا ؟‏ ‏
كوجهِ فلسطينَ وجْهُـكِ، يخْـمشُُ
عـيني ، قريـباً ، بعـيداً، لديـّا
رهينَ المحابـس، ذئبـاً تمـادَى،
وداراً بواحـاً ، وأمّـاً بـغـيـّا ‏
و"أزلام" عَهْـدٍ شـكول النوايـا،‏ ‏‏
تَهُـبّ كلامـاً ، وتعـدو جِـثـيّا
سُـهيليّة في هـواها ، فمن لـي،‏ ‏‏
بغير هـواها ، ثَـرًى أو ثُريـّا؟‏
أُشـــبّهُ بعضي ببعـضي، لأنـّي
أراكِ ككـلّي ، مسـاءً شَـجـيّا
‏* * *‏
أ تُفّاحـةَ الحُـلْمِ، وقـتي هبـاءٌ
وأنـتِ هنـالـكِ، وقْـتاً بهـيـّا‏
متى فيكِ يفْـنى السـؤالُ، ليحـيا
جـوابُ الأنوثـةِ فيّ سَـويـّا ؟‏ ‏‏
فكلّي انتظارُكِ، أسْـنَدْتُ ظَـهري
جـدارَ الليالي العجــوزَ القميـّا
وكلّي انتظاري، وينهـدّ ظَـهْري
وظَهْـرُ الجِـدارِ يظلّ عَصـيّـا
أُسَــجّـل مـن خَـلَــدِ الأمنـيــــاتِ‏
عـلى خَـلَد الأفعـوان المُهَـيـّا
أَخُطُّـكِ : ما لـم تقـلـه القـوافي
وأمحـوكِ: ديـوانَ شِـعْرٍ غـبيّا‏
لأنـكِ رُغْـمَ يقيـــني وشَــكّـــي
تنامينَ فـيَّ : صـلاةً.. كَـمِـيّا ‏‏
أشـــمّـكِ : فاغـيــــةً مـن ســـــلامٍ
وأشـجاكِ: موتاً رهـيفاً شـذيـّا
طُليطِلَـةٌ في تفاصـيلِ صوتـي
تغنّيـكِ شـوقي ، هَـوًى بابليـّا
تدوريـن منّـي مـدارَ انتمائـي‏
جناحـاكِ مـاءٌ تهـمَّى هَنِـيـّا
فيا مسـجدي أنتِ ، أقصـاكِ فيّ‏‏‏
وأقصايَ فيـكِ، كليـماً قَصِـيـّا ‏‏
تُطلّينَ يوماً على سَطْحِ شِعْري؟
كما كـنتِ، وعْداً سـخيّاً وفِـيّا؟
‏* * *‏
أجلْ، حينَ تـورقُ فيكَ الخـيولُ ‏
حـروفاً عِتـاقـاً وحُـراًّ أَبـيـّا
أجلْ، حينَ تنسَى الجدارَ العَجُـوزَ‏
وتمضـي إلـيّ .. إلـيّ .. إليـَّا ‏‏
أجلْ، حينَ تحيا صديقـاً ليومي
‏.. صديقاً لحُلْمي .. بأمسي حفِـيّا
‏* * *‏
حبيبـةَ شـعري، سـلامٌ عليـكِ‏
‏.. إليـكِ أتيـتُ.. سـلامٌ علـيّا
فيا ليتـني قبلُ قـد كنت ميـتاً‏
ويا ليتنـي منـكِ لم أبقَ حَـيـّا
لقـد يجمـع الـله كُـلَّ المنايـا‏
وكُـلَّ الحيـاةِ لنـا في مُحَـيـّا ‏‏




شكرًا لقراءتك هذه القصيدة!

جميع الحقوق محفوظة ©