دراسات عنه: في البدء:إضبارة د. عبد الله الفـَيْـفي http://www.alfaify.cjb.net

موقع "إيلاف" الإلِكتروني، العدد 2151، الأربعاء 11 أكتوبر 2006

كتاب الناقد عبدالله الفيفي "حداثة النص الشعري"
عبدالحق ميفراني - المغرب

كتاب الدكتور عبدالله بن أحمد الفيفي "حداثة النص الشعري" في المملكة العربية السعودية، الكتاب الصادر عن النادي الأدبي بالرياض هو قراءة نقدية في تحولات المشهد الإبداعي، ومتوج بجائزة النادي الأدبي بالرياض للدراسات في الشعر السعودي. في مستهل الكتاب يؤكد الناقد عبدالله الفيفي على مسوغاته النظرية والتي تأسس عليها كتاب حداثة النص الشعري، بالتركيز على "حداثة النص" لا حداثة الشخص/الاسم، وعلى المعيار الفني لوحده، تتجه مقاربة الكتاب الى نماذج من الشعر الحداثي السعودي، وفي هذا التوجه المنهجي يشير الناقد في تأطير نظري لمفهوم الحداثة الى مقولة "أن يكون الشاعر نفسه" مجسدا ثقافته وشخصيته، عبر تجربة كونية بنائية مفتوحة، لذلك، تتمظهر جوانب مكونات دراسة النص من خلال:
• شعرية العنوان، بتدرجها من طابع العنوان الاسمي الى العنوان النصي.
• تحولات البنية اللغوية الشعرية
• هندسة الأشكال الفنية
• هندسة الأشكال الإيقاعية
تسعى الدراسة الى إبراز ملامح عن خصائص المشهد الشعري الحديث في السعودية في نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، استشرافا لما يمكن أن يشهده الشعر خلال قرنه الراهن.
في باب شعرية العنوان يثير الناقد عبدالله الفيفي مسألة العنوان بارتباط بمبدأ الاختيار وبالنص الشعري العنوان كبنية مجازية مكتظة بالإيحاء والطاقة التشكيلية وكنص مختزل لنص أكبر..
لكن، هذا الباب يندرج في بابا العتبات أو النص الموازي، والذي يقدم استرشادا إضافيا لفهم طبيعة النص وقراءاته، العنوان، الغلاف، الإهداء، الحواشي، جميعها عتبات تندرج في هذا السياق، وهو ما يفسر تدرج كتاب حداثة النص الشعري من هندسة المقاربة من الجزء الى الكل، وهي هندسة تعي مستويات القراءة، وبهاجس التحول ديدن المنجز النصي.
في تحولات البنية اللغوية الشعرية، ينطلق الناقد عبدالله الفيفي من تحديد منهجي يؤطر خلاصة دراسته لهذه البنية، فمن ملامح المفارقة في حداثة النص الشعري السعودي، افتراع بعض الشعراء جزالة لغوية حديثة، تمزج نكهتها التراثية ضمن مغامرة تجديدية تقوم لحظتها معادلة النص بين أنفاس "الأصالة" لغة وبيانا وحداثة المفردة الشعرية وانزياح التركيب، لكن، هذا المعطى الواصف لا ينفي أن حداثة النص الشعري في التجربة السعودية يظل بعيدا عن استلهام النص الحياتي/الإنساني المعاصر، برؤاه وتحولاته الشعرية، فهل الشاعر السعودي شاعر الأمكنة بامتياز؟؟؟؟..
فصل هندسة الأشكال الفنية، يتناول خلاله الناقد عبدالله الفيفي أسلوب التصوير الفني المتنقل من الصورة البلاغية <الجزئية> الى الصورة المشهدية تم توظيف المكان الشعري والتناص وتوظيف التراث. وخلال هذا البحث نستخلص شعرية المكان أكثر من توظيف المكان بحمولته التخييلية، وبصياغاته وبجغرافية النص الشعري.
ومن باب الإشارة الى أن داخل هذه الهندسة يحضر الحقل البصري والتوزيع الطباعي في ترسيم دهشة النص الشعري الحداثي، وفي جعل هذه الهندسة بأسسها ومكوناتها تتجه الى الكشف عن أهم تجليات النص الشعري السعودي، ولو أننا نتفهم الحذر البالغ للدكتور عبدالله الفيفي في عدم تصريحه بهذا الوصف، وبهذه التسمية، إذ ظل الرهان لديه هو حداثة النص الشعري في المملكة العربية السعودية.
باب هندسة الأشكال الإيقاعية، هو الباب الرابع في حداثة النص الشعري، وفيه يتتبع الناقد عبدالله الفيفي الأشكال الإيقاعية في القصيدة الحداثية في السعودية من خلال أربعة أشكال أساس:
• القصيدة البيتية التناظرية.
• قصيدة التفعيلة.
• قصيدة التفعيلات/الشعر الحر.
• قصيدة النثر.
ويستقصي الناقد عبدالله الفيفي في هذا الباب إشكالات التحول في توظيف هذه الأشكال الإيقاعية، لكن، وفق أقانيم المعنى اللغة الإيقاع. مع ملاحظة أساسية تتمثل في أن الدراسة تسجل تقصيرا ظاهرا في النص الحداثي عن استثمار تلك الطاقة اللغوية الموسيقية الغنية.، ولا يخرج سياق التشكل في النص الشعري الحداثي السعودي عن سياقه الشعري العربي، إذ تصل نقط التقاطع الى حد تبدو معه الدراسة قابلة أن تتأمل راهنها الشعري العربي .
يشكل كتاب الدكتور عبدالله الفيفي "حداثة النص الشعري" خطوة أكاديمية وعلمية أساسية في فهم طبيعة تشكل النسق الشعري في السعودي، والموسوم ب "الحداثة الأصلية، أو الأصالة الحداثية" . ويبقى السؤال النظري المؤطر للدارسة مهم في جانب تلمس هذا التجانس الاستقرائي، في مدى جاهزية هذا الاستدعاء لمفاهيم ونظريات تمتح من توظيف واعي للقراءة العالمة لجزء من أجزاء أسرار النص. مما يعطي للخطاب النقدي نوعا من الوحدة في الهدف الذي يريد تحقيقه..
abmifrani@maktoob.com
جريدة إيلاف الإلِكتروني:
http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphLiterature/2006/10/183068.htm




شكراً لقراءتك هذه المقالة !

جميع الحقوق محفوظة ©