ويصحو:2.قصائد:إضبارة د. عبدالله الفـَيفي http://www.alfaify.cjb.net


ويصحو السؤالُ أشجارا !

( حواريّـة أُولى )‏

د. عبد الله الفــَيفي



أصحو على إيقاع قلبي
حين يدركني المساءُ
وأَلُمُّ من وجع السنينِ
براحتي ما لا أشاءُ..‏
‎…‎
أتردُّني خيلُ الحروفِ
لنخلتي الأُولى،‏
وبسمةِ أُمّيَ الأُولى،‏
إلى بيتي المعلّق بين أشواقي ‏
على صدر المعاني الشاعريَّةِ،‏
حيث تحضنني السماءُ؟‏
أتردُّني خيلُ الحروف الجامحاتُ ‏
إلى جفون الماءِ، أنقى ‏
من عيون الغِيدِ، أرقى.. ‏
يستبدّ الوجدُ أحيانًا ويغمرني الصفاءُ؟‏
أتعيد لي نهداً تكفّن بالحليبِ ‏
إلى الحبيبِ،‏
لمبعثٍ حُرٍّ،‏
رأيتكِ فيه ديوانًا،‏
يُرَوَّى الصيفُ منه والشتاءُ؟‏
أتُعيد شامًا صار أندلسًا،‏
وتصنع من عراق الفجرِ إيوانًا
يُجَلِّل صرحَه الأبدُ المسجَّى والبهاءُ؟‏

ماذا جنى المتنبئُ المحمومُ شعراً،‏
غيرَ خيلٍ إذ تكوسُ..‏
ويهطل المطرُ / الدماءُ؟!‏
أَ وَلَمْ تعلّمك السنونُ بأن عصر الحلم ولّى،‏
أن عاقبة المغامرة الشَّقاءُ؟‏
فتظلّ تغزلُ نهرك الأبديَّ
من دمع القبيلةِ،‏
ثم تهرقه فراشاتٍ ملوّنةً،‏
وترحلُ‎…‎
أيها اليَفَنُ المضاءُ!..‏

قال القصيدُ: ‏
أنا الزَّمانُ،‏
وما تبقّى من رغيفِ الرُّوحِ،‏
والدنيا هباءُ..‏
وأنا انبثاق النار من قلب الظلام السرمديِّ،‏
أنا الثريّا والثرى،‏
وأنا البناءُ!..‏
وأنا ابن آدمَ،‏
بنتُهُ،‏
يختار عالمه البديع بنفسهِ،‏
ويُؤثّث الساعات من ألق الرؤى الأبكارِ،‏
يرسلها الغناءُ!..‏
سيُحِبُّ في رئة الليالي
من ظباء البيد غانيةَ الحضارةِ،‏
هِرَّةَ الأعشى
جَلَتْ ولاّدة الأشهى
من الأفق الغريبِ،‏
يحوطه الأرطى
ويعلو الكستناءُ!‏
فأنا الذي يستلّ غايةَ سيفهِ
من هُدْب أُنثى،‏
أوقدتْ ثوبَ المَجَالِ
إلى المُحَالِ
بأقحوان صباحها البضّ المعتّق بالشموسِ،‏
فيُغْرِقُ الكونَ الحريرُ / الإشتهاءُ!..‏
ليرفّ فوق هيادب الرِّمم المحنّطة الصُّوَى،‏
حلمًا يسافرُ فوق تمثال الأنوثةِ..‏
حين يسكنه الجليدُ قَطًا..‏
ويقطنُ بين أظلعه الخواءُ!‏
يستنبتُ الآتي
من الماضي المكدّسِ في جماجمنا،‏
جذاذاتٍ من الأشباحِ،‏
‏ والألواحِ،‏
‏ والأرواحِ،‏
تأكلها الرياحُ الموسميةُ..‏
ثم يشربها العَفاءُ!‏

في البدء كنتُ أُكَوِّنُ الأكوانَ..‏
أحلامًا وأيّامًا
عذارى في يدي..‏
أم هل تراني قد كَبِرْتُ؟‏‎…‎
ألا فكلاّ..‏
إنني إن شئتُ كنتُ كما أشاءُ!‏


20 ربيع الآخر 1421هـ= 22 يولية 2000م





شكراً لقراءتك هذه القصيدة!

أنت القارئ رقم:


FastCounter by bCentral

جميع الحقوق محفوظة ©