تَخْطَفُ الطيرُ بقاياهُ وتمضي!
إيهِ يا عنقاءُ مُغْرِبْ!...
سوف أصطادكِ يومًا!
...
أنتِ، يا مَنْ
أنبتتْ نَوّارَهُا
ثم سقتْهُ برذاذٍ من جُنونِ الكلماتْ
ظلّ هتّانُكِ يرويهِ مجازًا أَشْهَلَ العينينِ،
عِدًّا،
ظَلَّ يطويهِ حريرٌ من شَذَى وجنتِكِ السَّكْرَى
نهارًا،
ويعدّيه مساءً نحو حافاتِ الأساطيرِ ضبابٌ من جَنَى كفّيكِ
يا...
ما زال طوّافًا به منكِ فُتونٌ في فُتونْ!
وانقضَى الصيفُ كحُلمٍ من سحابْ!
/
[ رَكِبَ الأخطارَ في زوْرَتِهِ،
ثم مضَى، ما سَلَّمَتْ يمناهُ حتّى وَدَّعا! ]
/
انقضَى الصيفُ،
خجولاً، ونحيلاً، مسرعا..
قلتُ: يا حُبّ،
لماذا لذّةُ الشَّهدِ كجَفْنَي طِفلةٍ رفّتْ بقَلْبِيْ،
ثُمَّ أَغْضَتْ في سديمِ اللحظةِ الأُولى..
وطارتْ؟/
ولماذا لَذْعَةُ الحَنْظَلِ تاريخُ التجاعيدِ بوجهٍ من رمادْ،
تبتدي الآن وتجثو بدمائي ألفَ عامْ؟...
...
انقضَى الصيفُ وأضناهُ الغِيابْ!
ليتكِ لم تسقهِ عطرَ الشِّفاهْ
لا..
ولا طوّقتِ أعناقَ الثواني
بمناديلِ النَّدَى والأغنياتْ!
ليت أَرْضِيْ بَقِيَتْ مَحْلاً،
فموتُ الموتِ أصفَى منكِ يا موتَ الحياةْ!
..............
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الجزيرة، الخميس 27 شعبان 1429هـ = 12/ 8/ 2008م ، العدد 13118، ص11.
|