من أنوا الشرك الأصغر :
قول: "ما شاء الله وشئت"
عن قُتيلة امرأة من جهينة أن يهودياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
إنكم تندّدون وإنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة،
فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب
الكعبة، ويقول أحدهم: ما شاء الله ثم شئت[1].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا
حلف أحدكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت))[2].
قال سليمان آل الشيخ: قوله: (إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت) هذا
نص في أن هذا اللفظ من الشرك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ اليهودي
على تسمية هذا اللفظ تنديداً أو شركاً، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
ذلك، وأرشد إلى استعمال اللفظ البعيد من الشرك، وقول: ما شاء الله ثم شئت،
وإن كان الأولى قول: ما شاء الله وحده كما يدل عليه حديث ابن عباس
وغيره[3]. وعلى النهي عن قول: (ما شاء الله وشئت) جمهور العلماء"[4].
وقال أيضاً: "وفي الحديث من الفوائد: معرفة اليهود بالشرك الأصغر، وكثير
ممن يدعي الإسلام لا يعرف الشرك الأكبر... وأن الحلف بغير الله من الشرك
الأصغر لا يمرق به الإنسان من الإسلام"[5].
---------------
[1]
أخرجه أحمد في المسند (6/371-372)، والنسائي في الأيمان (3773)، والحاكم
(4/297)، والبيهقي في الكبرى (3/216)، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي،
والألباني في السلسلة الصحيحة (136).
[2]
أخرجه ابن ماجة في الكفارات، باب: النهي أن يقول: ما شاء الله وشئت
(2117)، وقال الألباني في الصحيحة (1093): "إسناده حسن"، وذكر له شواهد
أخرى بأرقام (136، 137، 139).
[3] هو
حديث أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، فقال: ((أجعلتني
لله نداً؟! بل ما شاء الله وحده)). أخرجه أحمد (1/214)، والبخاري في
الأدب المفرد (783)، والنسائي في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الكبير
(13005)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (139).
[4]
تيسير العزيز الحميد (599).
[5] تيسير العزيز الحميد
(600-601) ، وانظر: مدارج السالكين (1/373).
|