محمد بن عبد الوهاب على خطى
الأئمة الأربعة
مهما يكن من أهمية للمقارنة التاريخية ، فإن
الحقيقة العظمى الفاصلة تتمثل في المنهج والمضمون ، بل في العبارة ، كذلك..
والسؤال الأكبر ـ ها هنا ـ هو : هل كان
الشيخ محمد بن عبد الوهاب داعية الى طائفة جديدة , أو طريقة مبتدعة ، أو
نزعة خارجية .. أو كان ( معبراً ) عن منهج الائمة الاربعة: أبي حنيفة
ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل في أصول الاعتقاد ؟
إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يبتدع شيئا
جديدا في أصول الاعتقاد، بل سار على خطى
الأئمة الأربعة ، واستقى علمه ومنهجه وعبادته منهم والبرهان على ذلك هو:
عقيدة الشيخ التي آمن بها ودعا إليها وكافح في سبيلها..
لندع الحقائق العلمية والمنهجية ـ وحدها ـ
تتحدث ، ولندع منهج المقارنة يطبق صرامته على عقيدة الشيخ
:
يقول : « أُشهد الله ومن حضرني من الملائكة
وأُشهدكم أني أعتقد ما اعتقده أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله
وملائكته وكتبه ورسله والبعث والموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره , ومن
الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله من
غير تحريف ولا تعطيل ، بل أعتقد أن الله ( ليس كمثله شيء ) فلا أنفي عنه
ما وصف به نفسه ، ولا أحرف الكلم عن مواضعه ، ولا أُلحد في أسمائه وآياته
, وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود ,
وأُؤمن بأن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين والمرسلين
لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته , وإذا بانت لنا سنة
صحيحة من رسول الله عملنا بها ، ولا نقدم عليها قول أحد كائنا من كان ،
بل نتلقاها بالقبول والتسليم لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
صدورنا أجل وأعظم من أن نقدم عليه قول أحد , فهذا الذي نعتقده وندين الله
به.
وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل
بالأركان واعتقاد بالجنان ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية , وأتولى أصحاب
رسول الله , وأذكر محاسنهم ، وأعتقد فضلهم ، وأترضى عن أمهات المؤمنين
المطهرات من كل سوء ، وأقر بكرامات الأولياء .
إن عقيدتي وديني الذي أدين الله به : مذهب
أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل : الأئمة الأربعة
وأتباعهم إلى يوم القيامة.
هذه عقيدة موجزة حررتها لتطلعوا على ماعندي
والله على ما أقول شهيد ».
إنه ( تطابق) بين عقيدة الائمة الأربعة وبين
عقيدة الشيخ : تطابق في المنهج والمضمون، بل تطابق في ( العبارة ) .
------------------