تزكيات مهمة
لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تزكية الشيخ ابن باز
/ الشيخ ابن عثيمين /
الشيخ ابن جبرين
/ ثناء مجلس الشورى /
وزير الداخلية يعلنها صريحة
/وكيل
وزارة الداخلية السابق / شهادة مدير مكافحة المخدرات
من
إنجازات الهيئة / الهيئة والإشاعات
/ ألا
يخطئ رجال الهيئة ؟؟
-------
الأدلة الكاشفة لأخطاء بعض الكتاب
(( من موقع الشيخ ابن
باز رحمه الله ))
بسم الله الرحمن الرحيم
((.. فألفيت الكاتب عفا
الله عنه قد أساء الظن بالإخوان المتطوعين القائمين بالدعوة إلى الله ، والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر . ووصفهم بأنهم مخدوعون ومتشددون ومحاربون للجديد . إلى
غير ذلك مما وقع في كلامه من الأخطاء .
وقد رأيت أن أنبه في هذه الكلمة على ما وقع في مقاله من الأخطاء ذات الأهمية نصحا
له ولسائر الأمة ودفاعا عن الإخوان فيما نعلم براءتهم منه ،
وتحريضا له ولغيره من
الكتاب على التثبت في القول
. ولزوم الاعتدال في الحكم والحذر من سوء الظن الذي لا ينبني على أساس مستقيم . .
))
إلى أن قال :
((
فالذي عرفناه عنهم خلاف
ذلك فهم - بحمد الله - على بينة وبصيرة ويعاملون الناس بالتي هي أحسن
ويوجهونهم إلى الخير تحت إرشادات علماء البلاد والمسئولين فيها .
ولو فرضنا
أنه وقع من بعضهم خطأ أو تشديد في غير محله
فليسوا معصومين
، والواجب تنبيههم
وإرشادهم إلى ما قد يقع منهم من الخطإ حتى يحذروه مستقبلا .
وكان الواجب على الكاتب حين بلغه عنهم ما يعتقده خلاف الشرع أن يتصل بأعيانهم
مشافهة أو كتابة ويناصحهم فما أخذ عليهم أو يتصل بسماحة المفتي ، أو رئيس الهيئات
ويبدي ما لديه حول الإخوان من النقد حتى يوجههم المشايخ إلى الطريق السوي .
أما أن يكتب في
صحيفة سيارة ما يتضمن التشنيع عليهم والحط من شأنهم ووصفهم بما هم براء منه فهذا لا يجوز
من مؤمن يخاف الله ويتقيه
، لما فيه من كسر شوكة
الحق والتثبيط عن الدعوة إليه والتلبيس على القراء ومساعدة السفهاء والفساق على
باطلهم وعلى النيل من دعاة الحق ، والله المسئول أن يسامحنا وإياه ، وأن يوفق
الجميع للتوبة النصوح والاستقامة على الحق ومناصرة الداعين إليه ، إنه خير مسئول .
. ))
==============
========
=
الشيخ
ابن عثيمين
إن من أعظم المصائب التي حلت بالأمة في هذا الزمان تركها لشعيرة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وهذه الشعيرة التي هي صمام الأمان لهذه الأمة ومفتاح وحدتها
وسعادتها في الدارين
كما قال تعالى:
{ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَّدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُؤلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معلقًا على آخر الآية:
(
وهذه الجملة تفيد عند أهل العلم باللغة العربية الحصر، أي الفلاح إنما يكون لهؤلاء
الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير ) (1) .
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بعد إيراد قوله تعالى:
{ وَلاَ
تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ }
( والنهي
عن التفرق بعد ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدل على أن ترك الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر سببٌ للتفرق ) .
==============
========
=
قال الشيخ
ابن جبرين حفظه الله :
((
وقد عرفوا - أهل الفسق - أن أهل الحسبة يحولون بينهم وبين ما يشتهون فلم
يجدوا بدا من القذف فيهم والعيب والكذب واختلاق القصص التي هي خيالات وهمية يفتريها
أحدهم في مجلس وقد يقولها مازحا ثم يتلقفها الآخرون وينشرونها في المجالس ويتفكهون
بأعراض أهل الدين والصلاح , ولاشك أن هذا من أكبر الظلم فإن أهل الحسبة هم من خيرة
عباد الله مشهود لهم بالخير والنصح والغيرة والحرص على نجاة الأمة من المعاصي
وأسباب الفساد التي توجب غضب الرب ومقته فالواجب إحسان الظن بهم والذب عن أعراضهم
والرد على أعدائهم وبيان مالفق عليهم من الكذب والبهرج حتى يتبين الحق لقاصده
))
==============
========
=
مجلس
الشورى بإعجاب :
لا
ندري ما حال السعودية إن لم يكن هناك رجال هيئة
لقاء مع العرابي الحارثي.عضو الشورى:
نشر اللقاء في
صحيفة المدينة ملحق "الرسالة" بتأريخ 16-2-1423هـ –
جاء في اللقاء:
[ونحن نطلع في
مجلس الشورى ، على التقارير السنوية التي تأتينا من جهاز هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر. إننا نقف عندها في المجلس بكثير من الاكبار والتقدير.
ولا أقول هذا
الكلام مجاملاً ، بل قلته علناً في المجلس وهو مسجل في المحاضر كما سبق أن كتبت عن
ذلك بعض المقالات في جريدة الوطن نفسها ،
إن التقارير مليئة بالإنجازات التي يقوم بها رجال الهيئة وذلك على مستوى محاربة
الكثير من ظواهر الفساد ، ابتداءً من المخدرات مروراً بالدعارة والخمور وعدداً آخر
من الموبقات .. وأحيانا نقول في المجلس ونحن نناقش تقاريرهم لو لم يكن هؤلاء
موجودين اذن كيف يكون حال البلد؟؟!!
]
الهيئة بعيني الحارثي
· أفهـــم من كلامك بأنك تثمن دورهم وتجد ما يقومون به ضروريا لحفظ المجتمع
عــــــكس بعض المثقفين الذين لا يرون ذلك وكتبوا ذلك في "الوطن" ؟.
· *
(
بكل تأكيد فهم يشكرون على ما يقومون به من محاربة للفساد، ولهم في هذا الصدد
إنجازات كبيرة وادعوا المثقفين جميعاً إلى الإطلاع على تقارير الهيئات السنوية التي
ترفع إلى ولي الأمر ثم تحال إلى مجلس الشورى كي يساعدهم ذلك على تقدير دور الهيئات
في حفظ مجتمعنا من الوقوع فيما يشينه .
)
-----------------------
كتبه ابن قحطان في
الساحة السياسية
--------------------------
-----------
-
وزير الداخلية يعلنها صريحة
إجابة الأمير نايف بيض الله وجهه على أحد الصحفيين حيث
قال :
( يؤسفني يا أخي أن تسأل مثل هذا السؤال وأنت مواطن سعودي ..
أما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فإنها ستظلّ
قائمة ما دام الإسلام قائما في هذه البلاد ... وستظلّ
قائمة بأعمالها .. ))
--------------------------
-----------
-
وكيل وزارة الداخلية السابق
نشرت اليوم الجمعة
صحيفة الاقتصادية مقالاً للدكتور : عبدالعزيز العطيشان في عددها 3511 في الصفحة
الخامسة ونقل عن وكيل وزارة الداخلية السابق العواجــــي قوله ما نصه :
[ أن 70 % من الحالات التي تحال للمحاكم سواء فيما يخص المخدرات
أو ما شابهها مما يمس الدين والأخلاق هي من عمل الهيئة مما يضيف إلى حسنات رجال
الحسبة ] .
--------------
نقلا عن الكاتب عامي فصيح رحمه الله تعالى
--------------------------
-----------
-
شهادة مدير مكافحة المخدرات
بالسعودية
يقول اللواء ( جميل الميمان ) بشهادة رائعة تجسد حقيقة
ثمار الهيئة ونظام الحسبة :
( بصفتي أحد رجال الأمن في المملكة العربية السعودية ، أسجل
هنا بكل صراحة كلمة حق هي أنه لولا وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
وقيامها بواجبها ورسالتها السامية دون كلل أو ملل بتأييد من الحكومة ، لكانت
المجتمعات السعودية في وضع مخل أخلاقيا ، ولما أمن المواطن على عرضه ، وهي بما تقوم
به من أعمال جليلة هادفة إلى الخير والإصلاح ومحاربة الرذيلة بصورها المختلفة).
هذه شهادة من مسؤول أمني كبير يعرف قيمة الأمن والأعراض ،
يسجل ما للهيئة من أهمية واقعية للحفاظ على أمن وسلامة وأخلاق المجتمع السعودي
الحضاري .
--------------------------
-----------
-
إنجازات الهيئة لعام : ( 1420هـ ) فقط !
أولاً : الإنجازات والمناشط في مجال الأمر بالمعروف :
- طباعة الكتب والنشرات وتوزيعها بلغ عددها : [5.733.029] .
- نسخ الأشرطة السمعية وتوزيعها بلغ عددها : [671.955] .
- إقامة المحاضرات والندوات بلغ عددها : [12.611] .
- الزيارات التوجيهية بلغ عددها : [3.682] .
- إعداد وتنفيذ برنامج إذاعي أسبوعي باسم ( أضواء على الحسبة ) عبر إذاعة القرآن
الكريم .
- إصدار صفحة أسبوعية باسم ( الرئاسة ) في جريدة الجزيرة .
- إصدار مجلة شهرية باسم ( الحسبة ) .
- المشاركة في عدد من الملتقيات والمعارض .
- التغطية الإعلامية للنشاطات ذات الصلة .
ثانياً : الإنجازات والمناشط في مجال النهي عن المنكر :
- وقوعات العقيدة ، وتشمل ( سب الله تعالى ، والنبي صلى الله عليه وسلم ، والصحابة
رضوان الله عليهم ، امتهان القرآن الكريم ، إظهار الكفار لشعائرهم ، السحر والشعوذة
العرافة والخرافات ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [863] عدد المضبوطين فيها : [691]
شخصاً ، منهم : [95] سعودي ، والبقية : [596] غير سعوديين !
- وقوعات العبادة ( التخلف عن صلاة الجماعة ، التأخر في إغلاق المحلات التجارية بعد
الآذن ، الإفطار في نهار رمضان ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [241.872] عدد المضبوطين
فيها : [241.594] شخصاً منهم : [47.203] سعودي ، والبقية : [194.391] غير سعوديين !
- وقوعات الأخلاق ، وتشمل ( إدارة بيوت الفاحشة ، اللواط ، الزنا ، الاغتصاب ،
محاولة الاغتصاب ، معاكسة النساء ، الخلوة المحرمة ، الجنس الثالث ، .. ألخ ) بلغ
مجموعها : [41.890] عدد المضبوطين فيها : [41.027] شخصاً ، منهم : [25.410] سعودي ،
والبقية : [15.617] غير سعوديين!
- وقوعات المسكرات ، وتشمل ( استعمال المسكر ، تصنيعه وبيعه ، استشمام الغراء ، التشفيط ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [2.722] عدد المضبوطين فيها : [2.503] شخصاً ،
منهم : [1.422] سعودي ، والبقية : [1.081] غير سعوديين !
- وقوعات المخدرات ، وتشمل ( استعمال المخدر ، بيعه وترويجه ، .. ألخ ) بلغ مجموعها
: [490] عدد المضبوطين فيها : [425] شخصاً ، منهم : [306] سعودي ، والبقية : [119]
غير سعوديين ! - وقوعات المطبوعات ، وتشمل ( الصور الخليعة ، مطبوعات الأفكار
الهدامة ، أشرطة جنسية ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [4.222] عدد المضبوطين فيها :
[4.172] شخصاً ، منهم : [620] سعودي ، والبقية : [3.552] غير سعوديين !
- وقوعات المحلات التجارية ، وتشمل ( تفصيل الرجال للنساء مباشرة بأخذ المقاس ،
دخول النساء محلات الخياطة التي يعمل فيها الرجال ، تغطية واجهات محلات الخياطة
التي يعمل فيها الرجال ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [8.983] عدد المضبوطين فيها :
[8.979] شخصاً ، منهم : [2.724] سعودي ، والبقية : [6.255] غير سعوديين !
- وقوعات الآداب العامة ، وتشمل ( ملابس غير لائقة ، إطالة الشعر والقصَّات الغربية
، التدخين قرب المساجد ، .. ألخ ) بلغ مجموعها : [13.842] عدد المضبوطين فيها :
[13.838] شخصاً ، منهم : [8.257] سعودي ، والبقية : [5.581] غير سعوديين !
- الوقوعات الأخرى ، وتشمل ( التجول في الأماكن المشبوهة ، أخطاء في المسالخ ، ..
ألخ ) بلغ مجموعها : [6.107] عدد المضبوطين فيها : [6.073] شخصاً ، منهم : [2.417]
سعودي ، والبقية : [3.656] غير سعوديين !
وهذه الوقوعات تشمل جميع مناطق المملكة للعام 1420هـ أما قسمتها على الإمارات
الرئيسية فهي على النحو الآتي :
- إمارة الرياض : [143.691] .
- إمارة مكة المكرمة : [52.078] .
- إمارة المدينة المنورة : [18.841] .
- إمارة القصيم : [4.521] .
- إمارة الشرقية : [38.657] .
- إمارة عسير : [21.135] .
- إمارة تبوك : [9.358] .
- إمارة حائل : [5.395] .
- إمارة الحدود الشمالية : [6.346] .
- إمارة جازان : [9.769] .
- إمارة نجران : [5.932] .
- إمارة الباحة : [4.027] .
- إمارة الجوف : [1.241] .
إفرست / ما لا يعرفه الكثير عن الهيئات " بالأرقام لا
بالعواطف !!
==============
========
=
الهيئة والإشاعات
- التثبت في
الأخبار من صفات العقلاء، فضلاً عن أنه منهج شرعي، فهل نحن نسلك هذا المنهج في
التعامل مع الأخبار التي نسمعها عن هؤلاء، فقد يروي لك أحدهم خبراً وقد عاقبوه، أو
قبضوا عليه، وتُسلّم بكل ما يقول، ومثل هذا ولو كان عدلاً فهو خصم، فهل تسمع قول
أحد الخصمين وحده. فكيف لو كان فاسقاً، أو غير موثوق، أو لا يتورّع عن الكذب،
والنقص والزيادة؟
وقفة مع الشائعات
ولنقف وقفة يسيرة مع الشائعات التي كثيراً ما نسمعها، وللأسف نتعامل معها بغير
المنهج الشرعي.
القسم الأول:
باطل جملة وتفصيلاً، فقد تلقى أحد رؤساء المراكز مكالمة هاتفية تستفسر عن حالة قتل
حصلت له، وآخر تلقى تعزية في عضوين جالسين أمامه وأما ثالثة الأثافي فرجل تلقى
مكالمة للتأكد من أن عضواً سينفذ فيه القصاص غداً الجمعة، لأنه اختصم مع شخص فقتله
خطأ يوم الثلاثاء، وانظر كيف يحمل الخبر مقومات كذبه، ومع ذلك ينطلي على بعض
العقلاء، فقتل الخطأ لا قصاص فيه، وكيف يتم التحقيق، والحكم، والتّصديق من هيئة
التمييز ثم من المجلس الأعلى للقضاء، والأمر بالتنفيذ من الجهة التي تملكه في يوم
واحد.
وأمثلة ذلك كثيرة. أن تروج الإشاعة وتلوكها الألسن، ويرددها الكثير، ومع ذلك فلا
أصل لها.
القسم الثاني:
صحيح جملة، لكن تفاصيله غير صحيحة، بل قد تكون أضعاف الأصل، قصة شهدت بعض فصولها في
أحد المراكز، وقد قبض على رجل أجنبي حقيقة وحكماً، وهو طرف في قضية تمتد إلى
الدعارة، وبيع لحم الخنزير، فبينما هو في غرفة التوقيف، إذا به يخنق نفسه منتحراً،
ثم سمعت بعد ذلك من أكثر من مصدر، أنهم قاموا بضربه حتى فارق الحياة، أرأيتم كيف
تفارق هذه الأخبار الحقيقة .
القسم الثالث:
أن يرى الناقل خبراً لا يدرك تفاصيله، فيجتهد -رحمه الله- في تفسير الخبر، قائلاً:
رأيت بعيني، وسمعت بأذني، وشممت بأنفي، كذا وكذا.
قبض مرة رجال الحسبة على مروج للمخدرات واحتاج منهم ذلك لبعض العراك، وكان الأمر
وقت الأذان، أتدري ماذا قال الحاضرون، وبم فسروا الحدث؟ أترك لك استنباط ذلك. مع
قصة لها شبيهة، مع ثالثة قبضوا فيها على شاب يعتدي على امرأة أثناء خروجها من أحد
المحلات التجارية فتستنجد المسكينة، برجال الهيئة القريبين منها، فيقبضون على صاحب
النزوة، وفي آخر السوق يراهم أحد المارة، فيعلق. ألأجل تأخره عن الصلاة تفعلون به
ذلك ؟
إنها مواقف كثيرة من هذا القبيل، فثمت فرق بين رواية الخبر وتفسيره، والحديث عن
أبعاده، وكثيراً ما يخلط المستمع للخبر بين الرواية، والتفسير.
القسم الرابع:
أما هذه فيكون الراوي فيها هو صاحب القضية، فيعمد إلى حذف بعض المقاطع المهمة،
ليصور نفسه بريئاً، وجميع الناس ظلموا المسكين الغافل، كان المذكور يعاكس في السوق،
ويتعرّض للحرائر، فيحول بينه هؤلاء وبين تحقيق شهوته فتسمع الرواية. "كنت في السوق
فقبض عليّ دون جريمة، ودون تهمة". تماماً كما يفعل الطالب الكسول فيصور مشكلته
لوالده، وكأنه مظلوم تمالأ الجميع عليه وهو مسكين بريء، فحين يقدم للمدرسة يرى
مواضع حذفها الراوي، هي أهم فصول المشكلة. وقد يكون راوي القصة لا يشهد الصلاة
أصلاً، أو من المعروفين بالفسق، أو من الذين لا يتورّعون عن الكذب، وما أكثر هذا
الصنف، فبأي منطق يطعن في الأخبار العدول، بخبر من الكذب أهون عليه من شرب الماء ؟
القسم الخامس:
وقد تصدق الخامسة، وحينئذ فما الموقف الشرعي؟! أهو التندر بها في المجالس، أم المناصحة بعد التأكد، ومقارنتها بالمحاسن؟! فالماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث.
كيف يتعامل الناس مع هؤلاء الرجال؟ وما مواقفهم منهم؟ إنهم أصناف :
الصنف الأول:
من يتعاون معهم، ويشعر أنهم يقومون بالواجب نيابة عنه، ويدافعون عن عرضه، وعرض
إخوانه، فهو ينافح عنهم، ويؤازرهم، ويشعر أن قضيتهم قضيته.
الصنف الثاني:
من يقع فيهم، ويتحدّث عن مثالبهم، وينتقدهم، دون إشارة إلى محاسنهم، وهؤلاء الصنف
ليسوا فئة واحدة.
فأولهم رجل عدوّ للدين يسوؤه أن يرى راية الدين والحق عالية.
وثانيهم رجل صاحب شهوة، ونزوة، يقطع عليه هؤلاء شهوته.
وأما الثالث، فرجل خَيّر فاضل مستقيم، يحب الخير وأهله، ويمقت الشرّ وأعوانه، ولو
دعته نفسه لمقارفة شهوة، أو السير وراء نزوة، فلن يدعوه ذلك للوقوف ضد الخير ولسان
حاله:
أحبّ الصّالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارتهم معاصـي *** وإن كنا سويًّا في البضاعة
وصاحبنا الثالث إنما أتى من جهله بواقعهم، وسماعه لبعض أخطائهم، والناس أعداء ما
جهلوا.
الصنف الثالث:
من لا يعنيه الأمر في قليل ولا كثير، ولا يشعر أن له ناقة في الأمر أو جملاً، فلسان
حاله يقول: مالي وهؤلاء وجدوا أو لم. صدق ما يقال أو لم.؟ وهمه هل سيخسر متجري، أو
ينقص مرتبي؟ أو أفقد منزل؟ إنه المنطق الأناني، منطق من يعيش لنفسه لا لأمته.
أخي الغيور أعرف أن الكثير ممن يروج هذه الإشاعات ممن لا يقصد الإساءة إنما أتى من
جهله بواقع هؤلاء الذين لاجتهادهم لا يتحدثون عن منجزاتهم، ولم يجدوا من يفتح لهم
المجال، إلا صحفي سار يشوه السمعة إما بمقال غير مسئول، أو مقابلة مع أحد المسئولين
منهم يزيد فيها ويحذف، ناهيك عن الأسلوب غير المؤدب في طرح الأسئلة على أمثال
هؤلاء.
فلنستنطق لغة الأرقام، ونفتح صفحة من سجل الإحصاءات لنرى بعض منجزات هؤلاء التي لم
تجد من يتحدّث عنها.
أخي الكريم، أتدري من الرابح ومن الخاسر في هذه الحملة ضد هذا الجهاز الذي عرفته
الأمة من صدر الإسلام واسع الصلاحيات، شامخ البنيان، ساري الأمر على الصغير
والكبير؟
إنه أحد اثنين لا ثالث لهما مغرض يُريد الإفساد، أو طائش يُريد فتح أبواب شهوة
أغلقها عليه هؤلاء.
أخي الكريم إياك والمنطق المعكوس، منطق الأنانية والفردية، ممن يقول وما مسئوليتي
في الأمر، وما علاقتي وشأني في هذا وذاك؟ أنسيت يا أخي أنك عضو في أمة، وأنك تنتمي
لمجتمع، فحين تتخلى أنت عن مسئوليتك، ويعتقد الآخر أنه غير مسئول، ويقول الثالث هذا
ليس من شأني، فمن يتبنى قضايا الأمة، ومن يحمل هموم المجتمع.؟!
أتعلم يا أخي، أن من ذبّ عن عرض أخيه، ذبّ الله عن وجهه النار يوم القيامة، فلم لا
تخلص النية، وتحتسب في الأمر، وتقول كلمة في الدفاع عن هؤلاء. لا عن عاطفة واندفاع،
ولا عن حماس فائر إنما عن واقع ومعرفة.
==============
========
=
ألا يخطئ
رجال الهيئة ؟؟
أولا :-
أليس البشر عرضة للخطأ، وهل رأيت في حياتك أحدا خلا من الخطأ ؟ تفكر في أعز أصدقائك
وأقربهم إليك ألا تجد منه عيبا ؟ ألم يرتكب ضدك خطأ يوما من الدهر ؟
إذا كنت في كل الأمور معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لاتعاتبه
فهل كون هؤلاء في هذا المجال يجعلنا نريد منهم العصمة ؟ فليست لأحد بعد أنبياء الله
.
ثانيا :-
هل عرف التاريخ أبر وأطهر ممن اختارهم الله لصحبة نبيه، وهل سطر أحد في صفحاته أنصع
مما سطره ذاك الجيل الفريد ، ومع ذلك فهل سلموا من الخطأ؟ جاء رجل جاهل فبال في
طائفة المسجد ، فماذا كان من أولئك رضوان الله عليهم ؟ لقد انتهروه ، وفي غير ما
حادثة يقول أحدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعني أضرب عنق فلان، وقد يكون لم
يرتكب مايوصله إلى ذلك .
فهل أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وغلظ عليهم ؟ أليسوا قد وقعوا - رضوان الله
عليهم - في الخطأ في أسلوب الإنكار . وهل تريد بشرا في هذا العصر أفضل من أولئك ؟!
ثالثا :-
الخطأ حين يقع فلا يتحمله إلا صاحبه، فلِم يؤخذ الجميع بجريرة الواحد ؟ والناس لا
يلفت انتباههم إلا الخطأ، فيرون رجال الحسبة مررا ولا تبقى في مخيلتهم المواقف
المشرفة، وحين يرون خطأً يرتسم في أذهانهم، وهكذا البشر .
رابعاً:-
الهيئة جهاز حكومي كسائر الأجهزة، فهل هم وحدهم يقعون في الخطأ ؟ أفليس لرجال
المرور تجاوزات، ورجال الشرطة، ورجال الجمارك …أوليس هناك أخطاء لرجال الصحة
والبلديات قد يذهب ضحيتها أرواح بريئة ؟! وهكذا سائر الموظفين فلم هؤلاء وحدهم ؟ أم
أن وراء الأكمة ماوراءها .
خامسا :-
من أبسط قواعد العدل والمنهج الشرعي أن تذكر المحاسن مع المساويء ، والإنجازات مع
التجاوزات، أوليس صلى الله عليه وسلم عفا عن رجل أفشى سرا عسكريا خطيرا للأعداء
لأنه شهد بدراً ؟ أننسى العشر السابقة مقابل خطأ واحد ؟ وهل سمعتم من المتحدثين عن المزالق والتجاوزات من يردفها بحسنة واحدة مما قلنا ومالم نقل، فأين العدل يا أمة
العدل ؟!
سادسا :-
هل تفضل هذا المتحدث يوما بزيارة أحد المراكز ليرى صدق ما سمع، وليبدي النصيحة،
ويناقش أصحاب الشأن ؟ أليس هذا هو الواجب الشرعي، وبعض ما يمليه منطق العدل
والإنصاف، حينئذ يدرك الأمر على حقيقته ويطلع على ما كان خافيا عليه من قبل، ويجد
الإجابة على أي تساؤل يطرحه . ويسمع للنصيحة الصادقة حين تصدر منه .
هب أن المساويء ربت على المحاسن، والتجاوزات طغت على الإنجازات، هب ذلك جدلا، ولو
كان محالا حقيقة، فما الحل ؟ . أهو الحملة الشعواء، والتجريح اللاذع، والثلب
اللامسؤول ؟ أم هو الإصلاح، والمناصحة ؟ ولو وصل الأمر إلى هذا الحد . أفيترك واجب
الأمر والنهي، وتوصد أبواب الإصلاح بهذه الحجة ، أم نسلك سبيل الإصلاح والتغيير ؟
فهل الوسائل التي يسلكها الكثير من الناس الآن، وسائل إصلاح فعلية ؟ وهل تخدم أم
تهدم ؟ . وبأي منطق عقلي، أو مستند شرعي تدرج هذه الأساليب الهوجاء في قائمة الغيرة
على المجتمع والسعي لإصلاحه ؟
ثمة رجلان : الأول يرى المنكر فتأخذه الحمية لدين الله، والغيرة على حرماته ،
فيتحرك الدم في عروقه غضبا لله وانتصارا لدينه ؛ فينكر بأسلوب خاطيء، ويسيء وهو
يريد الإصلاح . وأما الثاني فيرى المنكر بملء عينيه، ويسمع عن انتهاك حرمات الله،
ومع ذلك لايلفظ ببنت شفه، ولا يحرك لديه ساكنا، لأنه ليس وكيلا لآدم على ذريته، ولن
يحجز السيل بعباءته-كما يقول البعض- واحتكم إليك الرجلان . فأيهما أكثر خطأ، وأيهما
أكبر جرما ؟ وإياك أن تحكم عقلك، ومنطقك البشري . فالحكم ليس إلا لله ولشرعه ( وأن
احكم بينهم بما أنزل الله ) . فهل من اجتهد فأخطأ، أشد خطأً ممن يتخلى عن الواجب
الشرعي بحجج باردة، ومنطق بشري . دون عذر أو مبرر .
وهب أن الأول كان أشد خطأً، وأعظم إثما، فهل صفحة الثاني بيضاء نقية؟. وإذا تحمل
الأول 70% من الخطأ فلم لايحوّل جزء من الحملة، ويوجه بعض النقد لصاحب الـ 30% ؟
إنه المنطق المعكوس .
أما إن أردت الفصل فالأول أخطأ من حيث أراد الصواب، والله يغفر له بل يجزيه أجر على
اجتهاده، وأما الآخر فقد قصر لسكوته عن المنكر وسيسأل يوم القيامة (ما منعك إذ رأيت
المنكر أن لا تنكره).
وما أكثر الصنف الثاني الذي يرى المنكر بعينه وعيانه، فلا يصنع شيئاً، ولا يحرك
ساكناً!! فله شأن غير هذا، والأمر يعني غيره.
فهل سمعنا في المجالس من ينقد هؤلاء الساكتين، ويبين خطأهم تلميحاً أو تصريحاً؟!.
فإن كان الحديث عن رجال الحسبة وأخطائهم مبعثه الغيرة على الدين، فلِمَ لم تفعل
الغيرة فعلها هنا؟. أو ليس هذا خطأ؟
|