البرتوكول
الثانى و
العشرون
حاولت في كل ما
أخبرتكم به حتى الآن ان أعطيكم صورة صادقة لسير الأحداث الحاضرة، وكذلك سر الاحداث
الماضية التي تتدفق في نهر القدر، وستظهر نتيجتها في المستقبل القريب، وقد بينت لكم
خططنا السرية التي نعامل بها الأمميين، وكذلك سياستنا المالية، وليس لي أن أضيف الا
كلمات قليلة فحسب.
في ايدينا
تتركز أعظم قوة في الايام الحاضرة، واعني بها الذهب. ففي خلال يومين تستطيع أن تسحب
أي مقدار منه من حجرات كنزنا السرية.
أفلا يزال
ضرورياً لنا بعد ذلك ان نبرهن على أن حكمنا هو ارادة الله؟ هل يمكن ـ ولنا كل هذه
الخيرات الضخمة ـ ان نعجز بعد ذلك عن اثبات ان كل الذهب الذي ظللنا نكدسه خلال قرون
كثيرة جداً لن يساعدنا في غرضنا الصحيح للخير، أي لاعادة النظام تحت حكمنا؟.
إن هذا قد
يستلزم مقداراً معيناً من العنف. ولكن هذا النظام سيستقر اخيراً، وسنبرهن على اننا
المتفضلون الذين اعادوا السلام المفقود والحرية الضائعة للعالم المكروب، وسوف تمنح
العالم الفرصة لهذا السلام وهذه الحرية، ولكن في حالة واحدة ليس غيرها على التأكيد
ـ أي حين يعتصم العالم بقوانيننا اعتصاماً صارماً.
وفوق ذلك سنجعل
واضحاً لكل إنسان ان الحرية لا تقوم على التحلل والفساد أو على حق الناس في عمل ما
يسرهم عمله، وكذلك مقام الإنسان وقوته لا يعطيانه الحق في نشر المبادئ الهدامة
Destructive Principles
كحرية العقيدة والمساواة ونحوهما من الأفكار. وسنجعل واضحاً أيضاً أن الحرية
الفردية لا تؤدي إلى أن لكل رجل الحق في أن يصير ثائراً، أو أن يثير غيره بالقاء
خطب مضحكة على الجماهير القلقة المضطربة. سنعلم العالم ان الحرية الصحيحة لا تقوم
الا على عدم الاعتداء على شخص الإنسان وملكه ما دام يتمسك تمسكاً صادقاً بكل
قوانين الحياة الاجتماعية. ونعلم العالم أن مقام الإنسان متوقف على تصوره لحقوق
غيره من الناس، وأن شرفه يردعه عن الأفكار المبهرجة في موضوع ذاته.
ان سلطتنا
ستكون جليلة مهيبة لأنها ستكون قديرة وستحكم وترشد، ولكن لا عن طريق اتباع قوة
الشعبوممثليه،
أو أي فئة من الخطباء الذين يصيحون بكلمات عادية يسمونها المبادئ العليا، وليست هي
في الحقيقة شيئاً آخر غير أفكار طوباوية خيالية أن سلطتنا ستكون المؤسسة للنظام
الذي فيه تكمن سعادة الناس وان هيبة هذه السلطة ستكسبها غراماً صوفياً، كما ستكسبها
خضوع الأمم جمعاء.
ان السلطة
الحقة لا تستسلم لأي حق حتى حق الله. ولن يجرؤ أحد على الاقتراب منها كي يسلبها ولو
خيطاً من مقدرتها.
البروتوكول الثالث والعشرون:
يجب أن يدرب
الناس على الحشمة والحياء كي يعتادوا الطاعة. ولذلك سنقلل مواد الترف. وبهذه
الوسائل أيضاً سنفرض الأخلاق التي أفسدها التنافس المستمر على ميادين الشرف.
وسنتبنى "الصناعات القروية Peasant industries"
كي نخرب المصانع الخاصة.
ان الضروريات
من أجل هذه الاصلاحات ايضاً تكمن في حقيقة أن أصحاب المصانع الخاصة الفخمة كثيراً
ما يحرضون عملهم ضد الحكومة، وربما عن غير وعي.
والشعب أثناء
اشتغاله في الصناعات المحلية، لا يفهم حالة "خارج العمل" أو "البطالة" وهذا يحمله
على الاعتصام بالنظام القائم. ويغريه بتعضيد الحكومة. إن البطالة هي الخطر الأكبر
على الحكومة وستكون هذه البطالة قد انجزت عملها حالما تبلغنا طريقها السلطة.
ان معاقرة
الخمر ستكون محرمة كأنها جريمة ضد الانسانية، وسيعاقب عليها من هذا الوجه: فالرجل
والبهيمة سواء تحت الكحول.
ان الأمم لا
يخضعون خضوعاً أعمى الا للسلطة الجبارة المستقلة عنهم استقالاً مطلقاً، القادرة على
أن تريهم أن سيفاً في يدها يعمل كسلاح دفاع ضد الثورات الاجتماعية. لماذا يريدون
بعد ذلك أن يكون لمليكهم روح ملاك؟ انهم يجب أن يروا فيه القوة والقدرة متجسدتين.
يجب أن يظهر
الملك الذي سيحل الحكومات القائمة التي ظلت تعيش على جمهور قد تمكنا نحن انفسنا من
إفساد اخلاقه خلال نيران الفوضى. وان هذا الملك يجب أن يبدأ باطفاء هذه النيران
التي تندلع اندلاعاً مطرداً من كل الجهات.
ولكي يصل الملك
إلى هذه النتيجة يجب أن يدمر كل الهيئات التي قد تكون اصل هذه النيران، ولو اقتضاه
ذلك إلى ان يسفك دمه هو ذاته، ويجب عليه ان يكون جيشاَ منظماً تنظيماً حسناً، يحارب
بحرص وحزم عدوى أي فوضى قد تسمم جسم الحكومة.
ان ملكنا سيكون
مختاراً من عند الله، ومعيناً من اعلى، كي يدمر كل الأفكار التي تغري بها الغريزة
لا العقل، والمبادئ البهيمية لا الانسانية، إن هذه المبادئ تنتشر الآن انتشاراً
ناجحاً في سرقاتهم وطغيانهم تحت لواء الحق والحرية.
ان هذه الافكار
قد دمرت كل النظم الاجتماعية مؤدية بذلك إلى حكم ملك إسرائيل
Kingdom
of lsrael
ولكن عملها
سيكون قد انتهى حين يبدأ حكم ملكنا. وحينئذ يجب علينا أن نكنسها بعيداً حتى لا يبقى
أي قذر في طريق ملكنا.
وحينئذ سنكون قادرين على أن نصرخ في الأمم "صلوا لله، واركعوا أمام ذلك (الملك)
الذي يحمل آية التقدير الأزلي للعالم. والذي يقود الله ذاته نجمه، فلن يكون أحد آخر
الا هو نفسه
Himself
قادراً على أن يجعل الانسانية حرة من كل خطيئة.