بسم الله الرحمن الرحيم
العقيدة
الواسطية
1 /
2 /
3 |
الحمد لله الذي
أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وكفي بالله شهيداً .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له إقراراً به وتوحيداً ، وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً
.
أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة ــ أهل
السنة والجماعة ــ وهو الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ،
والبعث بعد الموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره .
ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ، وبما وصفه به
رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف
ولا تمثيل .
بل يؤمنون بأن الله سبحانه " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " . فلا
ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ولا يلحدون في
أسماء الله وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه ، لأنه
سبحانه لا سمى له ولا كفوء له ولا ند له .
ولا يقاس بخلقه سبحانه تعالى ، فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره ، وأصدق
قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه .
ثم رسله صادقون مصدقون ، بخلاف الذين يقولون عليه مالا يعلمون . ولهذا
قال سبحانه وتعالى : " سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على
المرسلين * والحمد لله رب العالمين " ، فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون
للرسل ، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب .
وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات ، فلا عدول
لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون . فإنه الصراط المستقيم ، صراط
الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين .
وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل
ثلث القرآن حيث يقول : " قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد
* ولم يكن له كفوا أحد " .
وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه حيث يقول : " الله لا إله إلا هو
الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا
الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء
من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو
العلي العظيم " ،
وقوله سبحانه : " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم " .
وقوله سبحانه : " وتوكل على الحي الذي لا يموت " ، وقوله : " وهو العليم
الحكيم " - " وهو الحكيم الخبير * يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها
وما ينزل من السماء وما يعرج فيها " " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا
هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في
ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " وقوله : " وما تحمل من
أنثى ولا تضع إلا بعلمه " وقوله : " لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن
الله قد أحاط بكل شيء علما " .
وقوله : " إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " ، وقوله : " ليس كمثله
شيء وهو السميع البصير " وقوله : " إن الله نعما يعظكم به إن الله كان
سميعاً بصيراً " .
وقوله : " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ،
وقوله : " ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد " .
وقوله : " أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد
وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد " .
وقوله : " فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ، ومن يرد أن يضله
يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء " .
وقوله : " وأحسنوا إن الله يحب المحسنين " - " وأقسطوا إن الله يحب
المقسطين " - " فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين " -
" إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " . وقوله : " قل إن كنتم تحبون
الله فاتبعوني يحببكم الله " .
وقوله : " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " وقوله : " إن الله يحب
الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " . وقوله : " وهو الغفور
الودود " .
وقوله : " بسم الله الرحمن الرحيم " " ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما " "
وكان بالمؤمنين رحيما " " ورحمتي وسعت كل شيء " " كتب ربكم على نفسه
الرحمة " " وهو الغفور الرحيم " " فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين " .
وقوله : " رضي الله عنهم ورضوا عنه " " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه
جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه " . وقوله : " ذلك بأنهم اتبعوا ما
أسخط الله وكرهوا رضوانه " " فلما آسفونا انتقمنا منهم " وقوله : " ولكن
كره الله انبعاثهم فثبطهم " ، وقوله : " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما
لا تفعلون " .
وقوله : " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي
الأمر " . وقوله : " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " " كل شيء هالك
إلا وجهه " .
وقوله : " ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي " - " وقالت اليهود يد الله
مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء "
وقوله : " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " - " وحملناه على ذات ألواح ودسر
* تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر " - " وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على
عيني " .
وقوله : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله
يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير " . وقوله : " لقد سمع الله قول الذين
قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء " .
وقوله : " أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون "
- " إنني معكما أسمع وأرى " - " ألم يعلم بأن الله يرى " - " الذي يراك
حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم " - " وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " .
وقوله : " وهو شديد المحال " ، وقوله : " ومكروا ومكر الله والله خير
الماكرين " .
وقوله : " ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون " ، وقوله : " إنهم
يكيدون كيدا * وأكيد كيدا " ، وقوله : " إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا
عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا " ، وقوله : " وليعفوا وليصفحوا ألا
تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم " ، وقوله : " ولله العزة
ولرسوله وللمؤمنين " .
وقوله عن إبليس : " فبعزتك لأغوينهم أجمعين " ، وقوله : " تبارك اسم ربك
ذي الجلال والإكرام " .
وقوله : " فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا " - " ولم يكن له كفوا
أحد " .
وقوله : " فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون " - " ومن الناس من يتخذ
من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله " .
وقوله : " وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم
يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا "- "يسبح لله ما في السماوات وما في
الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " .
وقوله : " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا * الذي
له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل
شيء فقدره تقديرا " .
وقوله : " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما
خلق ولعلا بعضهم على بعض ، سبحان الله عما يصفون * عالم الغيب والشهادة
فتعالى عما يشركون " " فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا
تعلمون " " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي
بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما
لا تعلمون " .
وقوله : " الرحمن على العرش استوى " في سبع مواضع ، في سورة الأعراف قوله
: " إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على
العرش " وقال في سورة يونس عليه السلام : " إن ربكم الله الذي خلق
السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش " .
وقال في سورة الرعد : " الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى
على العرش " وقال في سورة طه : " الرحمن على العرش استوى " ، وقال في
سورة الفرقان : " ثم استوى على العرش " .
وقال في سورة ألم السجدة : " الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في
ستة أيام ثم استوى على العرش " ، وقال في سورة الحديد : " هو الذي خلق
السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش " .
وقوله : " يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي " " بل رفعه الله إليه" " إليه
يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " " يا هامان ابن لي صرحا لعلي
أبلغ الأسباب * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا."
وقوله : " أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم
أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير " " هو الذي
خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في
الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما
كنتم والله بما تعملون بصير " .
وقوله : " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم
ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا
يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم " " لا تحزن إن الله معنا " .
وقوله : " إنني معكما أسمع وأرى " " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم
محسنون " " واصبروا إن الله مع الصابرين" "كم من فئة قليلة غلبت فئةً
كثيرةً بإذن الله والله مع الصابرين " .
وقوله : " ومن أصدق من الله حديثا " " ومن أصدق من الله قيلا " .
وقوله : " وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم " " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا "
- وقوله : " وكلم الله موسى تكليما "-" منهم من كلم الله" - "ولما جاء
موسى لميقاتنا وكلمه ربه" - "وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجياً."
وقوله : " وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين " " وناداهما ربهما
ألم أنهكما عن تلكما الشجرة " .
وقوله : " ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين " " وإن أحد من
المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله " " وقد كان فريق منهم يسمعون
كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون " " يريدون أن يبدلوا
كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل " " واتل ما أوحي إليك من
كتاب ربك لا مبدل لكلماته " .
وقوله : " إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون "
" وهذا كتاب أنزلناه مبارك " " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته
خاشعاً متصدعاً من خشية الله " " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما
ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون" " قل نزله روح القدس من
ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين" " ولقد نعلم أنهم
يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين
" .
وقوله :" وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة " " على الأرائك ينظرون " "للذين
أحسنوا الحسنى وزيادة " " لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد " .
وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير . من تدبر القرآن طالباً للهدى منه ،
تبين له طريق الحق .
ثم في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فالسنة تفسر القرآن وتبينه
وتدل عليه وتعبر عنه .
وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل
المعرفة بالقبول ، وجب الإيمان بها كذلك .
فمن ذلك مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - : " ينزل ربنا إلى السماء
الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول من يدعوني فأستجيب له ؟
من يسألنى فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ " متفق عليه
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن
التائب من أحدكم براحلته " الحديث متفق عليه.
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر
كلاهما يدخل الجنة " متفق عليه .
|